الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (88) قوله: جزاء الحسنى : قرأ الأخوان وحفص بنصب "جزاء" وتنوينه. والباقون برفعه مضافا. فالنصب على المصدر المؤكد لمضمون الجملة، فتنصب بمضمر أو مؤكد لعامل من لفظه مقدر، أي: يجزي جزاء. وتكون الجملة معترضة بين المبتدأ وخبره المقدم عليه. وقد يعترض على الأول: بأن المصدر المؤكد لمضمون جملة لا يتقدم عليها، فكذا لا يتوسط. وفيه نظر يحتمل الجواز والمنع، وهو إلى الجواز أقرب.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 543 ] الثالث: أنه في موضع الحال. والقراءة الثانية رفعه فيها على الابتداء، والخبر الجار قبله. و "الحسنى" مضاف إليها. والمراد بالحسنى الجنة. وقيل: الفعلة الحسنى.

                                                                                                                                                                                                                                      الرابع: نصبه على التفسير. قاله الفراء. يعني التمييز. وهو بعيد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن عباس ومسروق بالنصب والإضافة. وفيها تخريجان، أحدهما: أن المبتدأ محذوف، وهو العامل في "جزاء الحسنى" التقدير: فله الجزاء جزاء الحسنى. والثاني: أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3196 - ... ... ... ... ولا ذاكر الله إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                                                      ذكره المهدوي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عبد الله وابن أبي إسحاق: "جزاء" مرفوعا منونا على الابتداء. و "الحسنى" بدل أو بيان، أو منصوبة بإضمار "أعني"، أو خبر مبتدأ مضمر.

                                                                                                                                                                                                                                      و "يسرا" نعت مصدر محذوف، أي: قولا ذا يسر. وقرأ أبو جعفر بضم "اليسر" حيث ورد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية