الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (8) قوله تعالى: ما ننزل الملائكة : قرأ أبو بكر: "ما ننزل" بضم التاء وفتح النون والزاي مشددة مبنيا للمفعول، "الملائكة" مرفوعا لقيامه مقام فاعله، وهو موافق لقوله: ونزل الملائكة تنزيلا ، ولأنها لا تنزل إلا بأمر من الله، فغيرها هو المنزل لها وهو الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الأخوان وحفص بضم النون وفتح الثانية وكسر الزاي [ ص: 145 ] مشددة مبنيا للفاعل المعظم، وهو الباري تعالى، "الملائكة" نصبا مفعولا بها، وهو موافق لقوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة ، ويناسب قوله قبل ذلك: وما أهلكنا ، وقوله بعده: إنا نحن نزلنا وما بعده من ألفاظ التعظيم. والباقون من السبعة "ما تنزل" بفتح التاء والنون والزاي مشددة، و "الملائكة" مرفوعة على الفاعلية، والأصل: تتنزل بتاءين، فحذفت إحداهما، وقد تقدم تقريره في: تذكرون ونحوه، وهو موافق لقوله: تنزل الملائكة والروح فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ زيد بن علي: "ما نزل" مخففا مبنيا للفاعل، "الملائكة" مرفوعة بالفاعلية، وهو كقوله: نزل به الروح الأمين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إلا بالحق يجوز تعلق بالفعل قبله، أو بمحذوف على أنه حال من الفاعل أو المفعول، أي: ملتبسين بالحق. وجعله الزمخشري نعتا لمصدر محذوف، أي: تنزلا ملتبسا بالحق.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إذن": قال الزمخشري : "إذن" حرف جواب وجزاء; لأنها جواب لهم، وجزاء الشرط مقدر، تقديره: ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين وما أخر عذابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية