الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (59) قوله تعالى: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب : "أن" الأولى وما في حيزها في محل نصب أو جر على اختلاف القولين; لأنها على حذف الجار، أي: من أن نرسل، والثانية وما في حيزها في محل رفع بالفاعلية، أي: وما منعنا من إرسال الرسل بالآيات إلا تكذيب الأولين، أي: لو أرسلنا الآيات المقترحة لقريش لأهلكوا عند تكذيبهم كعادة من قبلهم، لكن علم الله أنه يؤمن بعضهم، ويكذب بعضهم من يؤمن، فلذلك لم يرسل الآيات لهذه المصلحة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقدر أبو البقاء مضافا قبل الفاعل فقال: تقديره: إلا إهلاك التكذيب، كأنه يعني أن التكذيب نفسه لم يمنع من ذلك، وإنما منع منه ما يترتب على التكذيب وهو الإهلاك، ولا حاجة إلى ذلك لاستقلال المعنى بدونه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "مبصرة" حال، وزيد بن علي يرفعها على إضمار مبتدأ، أي: هي، وهو إسناد مجازي، إذ المراد إبصار أهلها، ولكنها لما كانت سببا في [ ص: 377 ] الإبصار نسب إليها. وقرأ قوم بفتح الصاد، مفعول على الإسناد الحقيقي. وقتادة بفتح الميم والصاد، أي: محل إبصار كقوله عليه السلام: "الولد مبخلة مجبنة" وكقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3076 - ... ... ... ... والكفر مخبثة لنفس المنعم

                                                                                                                                                                                                                                      أجرى هذه الأشياء مجرى الأمكنة نحو: أرض مسبعة ومذأبة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إلا تخويفا يجوز أن يكون مفعولا له، وأن يكون مصدرا في موضع الحال: إما من الفاعل، أي: مخوفين أو من المفعول، أي: مخوفا بها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية