الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (76) قوله: ويزيد الله : في هذه الجملة وجهان، أحدهما: أنها لا محل لها لاستئنافها، فإنها سيقت للإخبار بذلك. وقال [ ص: 634 ] الزمخشري : إنها معطوفة على موضع "فليمدد" لأنه واقع موقع الخبر، تقديره: "من كان في الضلالة مد - أو يمد - له الرحمن ويزيد". قال الشيخ: ولا يصح أن يكون "ويزيد" معطوفا على "فليمدد" سواء كان دعاء أم خبرا بصورة الأمر; لأنه في موضع الخبر إن كانت "من" موصولة، أو في موضع الجواب إن كانت "من" شرطية، وعلى كلا التقديرين فالجملة من قوله: "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى عارية من ضمير يعود على "من" يربط جملة الخبر بالمبتدأ، أو جملة الشرط بالجزاء الذي هو "فليمدد" وما عطف عليه; لأن المعطوف على الخبر خبر، والمعطوف على جملة الجزاء جزاء. وإذا كانت أداة الشرط اسما لا ظرفا تعين أن يكون في جملة الجزاء ضميره أو ما يقوم مقامه، وكذا في الجملة المعطوفة عليها.

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: وقد ذكر أبو البقاء أيضا كما ذكر الزمخشري . وقد يجاب عما قالاه: بأنا نختار على هذا التقدير أن تكون "من" شرطية. قوله: "لا بد من ضمير يعود على اسم الشرط غير الظرف"، ممنوع لأن فيه خلافا قدمت تحقيقه وما يستدل به عليه في سورة البقرة. فقد يكون الزمخشري وأبو البقاء من القائلين بأنه لا يشترط.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية