الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (62) قوله: إلا سلاما : أبدى الزمخشري فيه ثلاثة أوجه؛ أحدها: أن يكون معناه: إن كان تسليم بعضهم على بعض - أو تسليم الملائكة عليهم - لغوا، فلا يسمعون لغوا إلى ذلك فهو من وادي قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3234 - ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب

                                                                                                                                                                                                                                      الثاني: أنهم لا يسمعون فيها إلا قولا يسلمون فيه من العيب والنقيصة، على الاستثناء المنقطع. الثالث: أن معنى السلام هو الدعاء بالسلامة، ودار السلام هي دار السلامة، وأهلها عن الدعاء بالسلامة أغنياء، فكان ظاهره من باب اللغو وفضول الحديث، لولا ما فيه من فائدة الإكرام.

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: ظاهر هذا أن الاستثناء على الأول والآخر متصل; فإنه صرح بالمنقطع في الثاني. أما اتصال الثالث فواضح، لأنه أطلق اللغو على السلام [ ص: 614 ] بالاعتبار الذي ذكره، وأما الاتصال في الأول فعسر; إذ لا يعد ذلك عيبا، فليس من جنس الأول، وسيأتي تحقيق هذا إن شاء الله تعالى عند قوله تعالى: لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية