الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (90) قوله: تكاد : قرأ نافع والكسائي بالياء من تحت، والباقون بالتاء من فوق، وهما واضحتان إذ التأنيث مجازي، وكذلك في سورة الشورى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة "ينفطرن" مضارع انفطر. والباقون "يتفطرن" مضارع تفطر بالتشديد في هذه السورة. وأما التي في الشورى فقرأها حمزة وابن عامر بالتاء والياء وتشديد الطاء والباقون على أصولهم في هذه السورة. فتلخص من ذلك أن أبا عمرو وأبا بكر يقرآن بالتاء والنون في السورتين، وأن نافعا وابن كثير والكسائي [ ص: 647 ] وحفصا عن عاصم يقرؤون بالتاء والياء وتشديد الطاء فيهما، وأن حمزة وابن عامر في هذه السورة بالتاء والنون، وفي الشورى بالتاء والياء وتشديد الطاء.

                                                                                                                                                                                                                                      فالانفطار من "فطره" إذا شقه، والتفطر من "فطره" إذا شققه، وكرر فيه الفعل. قال أبو البقاء: "وهو هنا أشبه بالمعنى". أي: التشديد. و "يتفطرن" في محل نصب خبرا ل "تكاد" وزعم الأخفش أنها هنا بمعنى الإرادة وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      3260 - كادت وكدت وتلك خير إرادة لو عاد من زمن الصبابة ما مضى

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "هدا" فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مصدر في موضع الحال، أي: مهدودة وذلك على أن يكون هذا المصدر من هد زيد الحائط يهده هدا، أي: هدمه. والثاني: وهو قول أبي جعفر أنه مصدر على غير الصدر لما كان في معناه لأن الخرور السقوط والهدم، وهذا على أن يكون من هد الحائط يهد، أي: انهدم، فيكون لازما. والثالث: أن يكون مفعولا من أجله. قال الزمخشري : "أي: لأنها تهد".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية