الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (25) قوله: ثلاث مائة سنين : قرأ الأخوان بإضافة "مئة" إلى سنين. والباقون بتنوين "مئة". فأما الأولى فأوقع فيها الجمع موقع المفرد كقوله: بالأخسرين أعمالا . قاله الزمخشري يعني أنه أوقع "أعمالا" موقع "عملا". وقد أنحى أبو حاتم على هذه القراءة ولا يلتفت إليه. وفي مصحف عبد الله: "سنة" بالإفراد. وبها قرأ أبي. وقرأ الضحاك: "سنون" بالواو على أنها خبر مبتدأ مضمر، أي: هي سنون. [ ص: 471 ] وأما الباقون: فلما لم يروا إضافة "مئة" إلى جمع نونوا، وجعلوا "سنين" بدلا من "ثلثمئة" أو عطف بيان. ونقل أبو البقاء أنه بدل من "مئة" لأنها في معنى الجمع. ولا جائز أن يكون "سنين" في هذه القراءة مميزا، لأن ذلك إنما يجيء في ضرورة مع إفراد التمييز، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3140 - إذا عاش الفتى مئتين عاما [فقد] ذهب اللذاذة والفتاء

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "تسعا"، أي: تسع سنين، حذف المميز لدلالة ما تقدم عليه، إذ لا يقال: عندي ثلثمئة درهم وتسعة، إلا وأنت تعني: تسعة دراهم، ولو أردت ثيابا ونحوها لم يجز لأنه إلغاز. و "تسعا" مفعول به. وازداد: افتعل، أبدلت التاء دالا بعد الزاي، وكان متعديا لاثنين نحو: وزدناهم هدى ، فلما بني على الافتعال نقص واحدا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية: "تسعا" بفتح التاء كعشر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية