الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (55) قوله تعالى: وربك أعلم بمن في السماوات : في هذه الباء قولان، أظهرهما: أنها تتعلق ب "أعلم" كما تعلقت الباء ب "أعلم" قبلها، ولا يلزم من ذلك تخصيص علمه بمن في السماوات والأرض فقط. والثاني: أنها متعلقة ب "يعلم" مقدرا. قاله الفارسي محتجا بأنه يلزم من ذلك تخصيص علمه بمن في السماوات والأرض، وهو وهم، لأنه لا يلزم من ذكر الشيء نفي الحكم عما عداه. وهذا هو الذي يقول الأصوليون: إنه مفهوم اللقب، ولم يقل به إلا أبو بكر الدقاق في طائفة قليلة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "زبورا" قد تقدم خلاف القراء فيه، ونكره هنا دلالة على التبعيض، أي: زبورا من الزبر، أو زبورا فيه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلق على القطعة منه زبور، كما يطلق على بعض القرآن، ويجوز أن يكون "زبور" علما، فإذا دخلت عليه أل كقوله: ولقد كتبنا في الزبور [ ص: 372 ] كانت للمح الأصل كعباس والعباس، وفضل والفضل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية