الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (18) قوله تعالى: أيقاظا : جمع "يقظ" بضم القاف، ويجمع على يقاظ. ويقظ وأيقاظ كعضد وأعضاد، ويقظ ويقاظ كرجل ورجال. وظاهر كلام الزمخشري أنه يقال: "يقظ" بالكسر، لأنه قال: "وأيقاظ" جمع "يقظ" كأنكاد في "نكد". واليقظة: الانتباه ضد النوم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 460 ] والرقود: جمع راقد كقاعد وقعود، ولا حاجة إلى إضمار شيء كما قال بعضهم: إن التقدير: لو رأيتهم لحسبتهم أيقاظا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ونقلبهم" قرأ العامة: "نقلبهم" مضارعا مسندا للمعظم نفسه. وقرئ كذلك بالياء من تحت، أي: الله أو الملك. وقرأ الحسن: "يقلبهم" بالياء من تحت ساكن القاف مخفف اللام، وفاعله كما تقدم: إما الله أو الملك. وقرأ أيضا: "وتقلبهم" بفتح التاء وضم اللام مشددة مصدر "تقلب"، كقوله: وتقلبك في الساجدين ونصب الباء. وخرجه أبو الفتح على إضمار فعل، أي: ونرى تقلبهم أو نشاهد. وروي عنه أيضا رفع الباء على الابتداء، والخبر الظرف بعده. ويجوز أن يكون محذوفا، أي: آية عظيمة. وقرأ عكرمة "وتقلبهم" بتاء التأنيث مضارع "قلب" مخففا، وفاعله ضمير الملائكة المدلول عليهم بالسياق.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وكلبهم" العامة على ذلك. وقرأ جعفر الصادق: "كالبهم"، أي: صاحب كلبهم، كلابن وتامر. ونقل أبو عمر الزاهد غلام ثعلب: "وكالئهم" بهمزة مضمومة اسم فاعل من كلأ يكلأ: أي: حفظ يحفظ.

                                                                                                                                                                                                                                      و "باسط" اسم فاعل ماض، وإنما عمل على حكاية الحال. والكسائي [ ص: 461 ] يعمله ويستشهد بالآية.

                                                                                                                                                                                                                                      والوصيد: الباب. وقيل: العتبة. وقيل: الصعيد والتراب. وقيل: الفناء. وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      3138 - بأرض فضاء لا يسد وصيدها علي ومعروفي بها غير منكر

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على كسر الواو من: لو اطلعت على أصل التقاء الساكنين. وقرأها مضمومة أبو جعفر وشيبة ونافع وابن وثاب والأعمش تشبيها بواو الضمير، وتقدم تحقيقه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فرارا" يجوز أن يكون منصوبا على المصدر من معنى الفعل قبله، لأن التولي والفرار من واد واحد. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، أي: فارا، وتكون حالا مؤكدة، ويجوز أن يكون مفعولا له.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "رعبا" مفعول ثان. وقيل: تمييز. وقرأ ابن كثير ونافع: "لملئت" بالتشديد على التكثير. وأبو جعفر وشيبة كذلك إلا أنه بإبدال الهمزة ياء. والزهري بتخفيف اللام والإبدال، وهو إبدال قياسي. وتقدم الخلاف في الرعب في آل عمران.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية