الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (31) قوله تعالى: أين ما كنت : هذه شرطية. وجوابها: إما محذوف مدلول عليه بما تقدم، أي: أينما كنت جعلني مباركا، وإما متقدم [ ص: 596 ] عند من يرى ذلك. ولا جائز أن تكون استفهامية; لأنه يلزم أن يعمل فيها ما قبلها، وأسماء الاستفهام لها صدر الكلام، فيتعين أن تكون شرطية لأنها منحصرة في هذين المعنيين.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ما دمت": "ما" مصدرية ظرفية وتقدم [ما] على "دام" شرط في إعمالها. والتقدير: مدة دوامي حيا. ونقل ابن عطية عن عاصم وجماعة أنهم قرؤوا: "دمت" بضم الدال، وعن ابن كثير وأبي عمرو وأهل المدينة "دمت" بكسرها، وهذا لم نره لغيره وليس هو موجودا في كتب القراءات المتواترة والشاذة التي بين أيدينا، فيجوز أن يكون اطلع عليه في مصحف غريب. ولا شك أن في "دام" لغتين، يقال: دمت تدوم، وهي اللغة العالية، ودمت تدام كخفت تخاف، وهذا كما تقدم لك في مات يموت ومات يمات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية