الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (52) قوله تعالى: يوم يدعوكم : فيه أوجه: أحدها: أنه بدل من "قريبا"، إذا أعربنا "قريبا" ظرف زمان كما تقدم. الثاني: أنه منصوب ب "يكون" قاله أبو البقاء، وهذا عند من يجيز إعمال الناقصة في الظرف، وإذا جعلناها تامة فهو معمول لها عند الجميع. الثالث: أنه منصوب بضمير المصدر الذي هو اسم "يكون" أي: عسى أن يكون العود يوم يدعوكم. وقد منعه أبو البقاء قال: "لأن الضمير لا يعمل"، يعني عند البصريين، وأما الكوفيون فيعملون ضمير المصدر كمظهره، فيقولون: "مروري بزيد حسن، وهو بعمرو قبيح" وعندهم متعلق ب "هو" لأنه ضمير المرور، وأنشدوا قول زهير على ذلك:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 370 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3075 - وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم

                                                                                                                                                                                                                                      ف "هو" ضمير المصدر، وقد تعلق به الجار بعده، والبصريون يؤولونه. الرابع: أنه منصوب بفعل مقدر، أي: اذكر يوم يدعوكم. الخامس: أنه منصوب بالبعث المقدر، قالهما أبو البقاء.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بحمده" فيه قولان، أحدهما: أنها حال، أي: تستجيبون حامدين، أي: منقادين طائعين. والثاني: أنها متعلقة ب "يدعوكم" قاله أبو البقاء وفيه قلق.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن لبثتم : "إن" نافية، وهي معلقة للظن عن العمل، وقل من يذكر "إن" النافية، في أدوات تعليق هذا الباب. و "قليلا" يجوز أن يكون نعت زمان، أو مصدر محذوف، أي: إلا زمانا قليلا، أو إلا لبثا قليلا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية