الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (102) قوله تعالى: لقد علمت : قرأ الكسائي بضم التاء أسند الفعل لضمير موسى عليه السلام، أي: إني متحقق أني ما جئت به هو منزل من عند الله. والباقون بالفتح على إسناده لضمير فرعون، أي: أنت متحقق أن ما جئت به هو منزل من عند الله وإنما كفرك عناد، وعن علي رضي الله عنه أنه أنكر الفتح، وقال: "ما علم عدو الله قط، وإنما علم موسى"، والجملة المنفية في محل نصب لأنها معلقة للعلم قبلها.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بصائر" حال وفي عاملها قولان، أحدهما: أنه "أنزل" هذا [ ص: 423 ] الملفوظ به، وصاحب الحال هؤلاء، وإليه ذهب الحوفي وابن عطية وأبو البقاء، وهؤلاء يجيزون أن يعمل ما قبل "إلا" فيما بعدها، وإن لم يكن مستثنى، ولا مستثنى منه، ولا تابعا له. والثاني: وهو مذهب الجمهور أن ما بعد "إلا" لا يكون معمولا لما قبله، فيقدر لها عامل تقديره: أنزلها بصائر، وقد تقدم نظير هذه في "هود" عند قوله: إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "مثبورا" "مثبورا" مفعول ثان، واعترض بين المفعولين بالنداء. والمثبور: المهلك. يقال: ثبره الله، أي: أهلكه، قال ابن الزبعرى:


                                                                                                                                                                                                                                      3116 - إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ي ومن مال ميله مثبور

                                                                                                                                                                                                                                      والثبور: الهلاك قال تعالى: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية