الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (85) قوله: يوم نحشر : منصوب ب "سيكفرون" أو ب "يكونون عليهم ضدا" أو ب "نعد" تضمن معنى المجازاة، أو بقوله: "لا يملكون" الذي بعده، أو بمضمر وهو "اذكر" أو احذر. وقيل: هو معمول لجواب سؤال مقدر، كأنه قيل: متى يكون ذلك؟ فقيل: يكون [ ص: 642 ] يوم يحشر. وقيل: تقديره: يوم نحشر ونسوق نفعل بالفريقين ما لا يحيط به الوصف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وفدا" نصب على الحال، وكذلك "وردا". والوفد: الجماعة الوافدون. يقال: وفد يفد وفدا ووفودا ووفادة، أي: قدم على سبيل التكرمة، فهو في الأصل مصدر ثم أطلق على الأشخاص كالصف. وقال أبو البقاء: "وفد جمع وافد مثل راكب وركب وصاحب وصحب" وهذا الذي قاله ليس مذهب سيبويه لأن فاعلا لا يجمع على فعل عند سيبويه. وأجازه الأخفش. فأما ركب وصحب فأسماء جمع لا جمع بدليل تصغيرها على ألفاظها، قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3257 - أخشى رجيلا وركيبا غاديا

                                                                                                                                                                                                                                      فإن قلت: لعل أبا البقاء أراد الجمع اللغوي. فالجواب: أنه قال بعد قوله: "والورد اسم لجمع وارد" فدل على أنه قصد الجمع صناعة المقابل لاسم الجمع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية