الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (63) قوله تعالى: اذهب فمن : تقدم أن الباء تدغم في الفاء في ألفاظ منها هذه، عند أبي عمرو والكسائي وحمزة في رواية خلاد عنه بخلاف في قوله: ومن لم يتب فأولئك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "جزاؤكم" يجوز أن يكون الخطاب التغليب لأنه تقدم غائب ومخاطب في قوله: فمن تبعك منهم فغلب المخاطب، ويجوز أن يكون الخطاب مرادا به "من" خاصة ويكون ذلك على سبيل الالتفات.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "جزاء" في نصبه أوجه، أحدها: أنه منصوب على المصدر، [ ص: 381 ] الناصب له المصدر قبله، وهو مصدر مبين لنوع المصدر الأول. الثاني: أنه منصوب على المصدر أيضا لكن بمضمر، أي: يجازون جزاء. الثالث: أنه حال موطئة كجاء زيد رجلا صالحا. الرابع: أنه تمييز وهو غير متعقل.

                                                                                                                                                                                                                                      و "موفورا" اسم مفعول من وفرته، ووفر يستعمل متعديا، ومنه قول زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      3078 - ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم

                                                                                                                                                                                                                                      والآية الكريمة من هذا، ويستعمل لازما يقال: وفر المال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية