الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (39) قوله: ولولا إذ دخلت جنتك قلت : "لولا" تحضيضية داخلة على "قلت" و "إذا دخلت" منصوب ب "قلت" فصل به بين "لولا" وما دخلت عليه، ولم يبال بذلك لأنه ليس بأجنبي، وقد عرفت أن حرف التحضيض إذا دخل على الماضي كان للتوبيخ.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ما شاء الله يجوز في "ما" وجهان، أحدهما: أن تكون شرطية، فتكون في محل نصب مفعولا مقدما وجوبا ب "شاء" أي: أي شيء شاء الله. والجواب محذوف، أي: ما شاء الله كان ووقع. والثاني: أنها موصولة بمعنى الذي، وفيها حينئذ وجهان، أحدهما: أن تكون مبتدأة، وخبرها محذوف، أي: الذي شاءه الله كائن وواقع. والثاني: أنها خبر مبتدأ مضمر تقديره: الأمر الذي شاءه الله. وعلى كل تقدير: فهذه الجملة في محل نصب بالقول.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إلا بالله خبر "لا" التبرئة، والجملة أيضا منصوبة بالقول، أي: لولا قلت هاتين الجملتين.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن ترن أنا أقل يجوز في "أنا" وجهان. أحدهما: أن يكون مؤكدا لياء المتكلم. والثاني: أنه ضمير الفصل بين المفعولين. و "أقل" مفعول ثان أو حال بحسب الوجهين في الرؤية: هل هي بصرية أو علمية؟ إلا أنك إذا جعلتها بصرية تعين في "أنا" أن تكون توكيدا لا فصلا; لأن شرطه أن يقع بين مبتدأ وخبر، أو ما أصله المبتدأ والخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 496 ] وقرأ عيسى بن عمر "أقل" بالرفع، ويتعين أن يكون "أنا" مبتدأ، و "أقل" خبره. والجملة: إما في موضع المفعول الثاني، وإما في موضع الحال على ما تقدم في الرؤية.

                                                                                                                                                                                                                                      و مالا وولدا تمييز. وجواب الشرط قوله: فعسى ربي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية