الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 428 ] آ. (107) قوله تعالى: للأذقان في هذه اللام ثلاثة أوجه، أحدها: أنها بمعنى "على"، أي: على الأذقان كقولهم: خر على وجهه. والثاني: أنها للاختصاص، قال الزمخشري : "فإن قلت: حرف الاستعلاء ظاهر المعنى إذا قلت: خر على وجهه وعلى ذقنه فما معنى اللام في: "خر لذقنه ولوجهه"؟ قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3117 - ... ... ... ... فخر صريعا لليدين وللفم

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: معناه: جعل ذقنه ووجهه للخرور، واختص به; لأن اللام للاختصاص. وقال أبو البقاء: "والثاني هي متعلقة ب "يخرون" واللام على بابها، أي: مذلون للأذقان".

                                                                                                                                                                                                                                      والأذقان: جمع ذقن وهو مجتمع اللحيين. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      3118 - فخروا لأذقان الوجوه تنوشهم     سباع من الطير العوادي وتنتف

                                                                                                                                                                                                                                      و "سجدا" حال. وجوز أبو البقاء في "للأذقان" أن يكون حالا. قال: "أي: ساجدين للأذقان" وكأنه يعني به "للأذقان" الثانية; لأنه يصير المعنى: ساجدين للأذقان سجدا، ولذلك قال: "والثالث: أنها -يعني اللام- بمعنى "على"، فعلى هذا تكون حالا من "يبكون" و "يبكون" حال".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية