الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (68) قوله تعالى: أفأمنتم : استفهام توبيخ وتقريع. وقدر الزمخشري على قاعدته معطوفا عليه، أي: أنجوتم فأمنتم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: جانب البر فيه وجهان أظهرهما: أنه مفعول به، كقوله: فخسفنا به وبداره الأرض . والثاني: أنه منصوب على الظرف. و "بكم" يجوز أن تكون حالية، أي: مصحوبا بكم، وأن تكون للسببية. قيل: ولا يلزم من [ ص: 385 ] خسفه بسببهم أن يهلكوا. وأجيب بأن المعنى: جانب البر الذي أنتم فيه فيلزم بخسفه هلاكهم، ولولا هذا التقدير لم يكن في التوعد به فائدة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أن يخسف "أو يرسل" "أن يعيدكم" "فيرسل" "فيغرقكم" قرأ هذه [جميعها] بنون العظمة ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالياء فيها على الغيبة. فالقراءة الأولى على سبيل الالتفات من الغائب في قوله: ربكم إلى آخره، والقراءة الثانية على سنن ما تقدم من الغيبة المذكورة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "حاصبا"، أي: ريحا حاصبا، ولم يؤنثه: إما لأنه مجازي، أو على النسب، أي: ذات حصب. والحصب: الرمي بالحصى وهي الحجارة الصغار. قال الفرزدق:


                                                                                                                                                                                                                                      3083 - مستقبلين شمال الشام تضربهم حصباء مثل نديف القطن منثور

                                                                                                                                                                                                                                      والحاصب أيضا: العارض الذي يرمي البرد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية