الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (48) قوله: صفا : حال من مرفوع "عرضوا" وأصله المصدرية. يقال منه: صف يصف صفا، ثم يطلق على الجماعة المصطفين. واختلف هنا في "صفا": هل هو مفرد وقع موقع الجمع، إذ المراد صفوفا، ويدل عليه الحديث الصحيح: "يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد صفوفا"، وفي حديث آخر: "أهل الجنة مئة وعشرون صفا، أنتم منهم ثمانون". وقيل: ثم حذف، أي: صفا صفا. ومثله قوله في موضع: وجاء ربك والملك صفا صفا . وقال في آخر: يقوم الروح والملائكة صفا يريد: صفا صفا، بدليل الآية الأخرى فكذلك هنا. وقيل: بل كل الخلائق يكونون صفا واحدا، وهو أبلغ في القدرة. وأما الحديثان فيحملان على اختلاف أحوال، لأنه يوم طويل كما شهد له بقوله: كان مقداره خمسين ألف سنة فتارة يكونون فيه صفا واحدا وتارة صفوفا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لقد جئتمونا على إضمار قول، أي: وقلنا لهم: كيت وكيت. وتقدم أن هذا القول هو العامل في ويوم نسير الجبال . ويجوز أن يضمر هذا القول حالا من مرفوع "عرضوا"، أي: عرضوا مقولا لهم كذا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 506 ] قوله: كما خلقناكم ، أي: مجيئا مشبها لخلقكم الأول حفاة عراة غرلا، لا مال ولا ولد معكم. وقال الزمخشري : "لقد بعثناكم كما أنشأناكم أول مرة" فعلى هذين التقديرين، يكون نعتا للمصدر المحذوف، وعلى رأي سيبويه يكون حالا من ضميره.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ألن نجعل "أن" هي المخففة، وفصل بينها وبين خبرها لكونه جملة متصرفة غير دعاء بحرف النفي. و "لكم" يجوز أن يكون مفعولا ثانيا للجعل بمعنى التصيير. و "موعدا" هو الأول. ويجوز أن يكون معلقا بالجعل، أو يكون حالا من "موعدا" إذا لم يجعل الجعل تصييرا، بل بمعنى لمجرد الإيجاد.

                                                                                                                                                                                                                                      و "بل" في قوله: "بل زعمتم" لمجرد الانتقال من غير إبطال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية