الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (28) قوله تعالى: ابتغاء رحمة : يجوز أن يكون مفعولا من أجله، ناصبه "تعرضن" وهو من وضع المسبب موضع السبب، وذلك أن [ ص: 345 ] الأصل: وإما تعرضن عنهم لإعسارك. وجعله الزمخشري منصوبا بجواب الشرط، أي: فقل لهم قولا سهلا ابتغاء رحمة. ورد عليه الشيخ: بأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها نحو: "إن يقم زيد عمرا فاضرب" فإن حذفت الفاء جاز عند سيبويه والكسائي نحو: "إن يقم زيد عمرا يضرب". فإن كان الاسم مرفوعا نحو "إن تقم زيد يقم" جاز ذلك عند سيبويه على أنه مرفوع بفعل مقدر يفسره الظاهر بعده، أي: إن تقم يقم زيد يقم. ومنع من ذلك الفراء وشيخه.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الرد نظر; لأنه قد ثبت ذلك، لقوله تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر الآية. لأن "اليتيم" وما بعده منصوبان بما بعد فاء الجواب.

                                                                                                                                                                                                                                      الثاني: أنه موضع الحال من فاعل "تعرضن".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "من ربك" يجوز أن يكون صفة ل "رحمة"، وأن يكون متعلقا ب "ترجوها"، أي: ترجوها من جهة ربك، على المجاز.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ترجوها" يجوز أن يكون حالا من فاعل "تعرضن"، وأن يكون صفة ل "رحمة".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية