الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (26) قوله: أبصر به : صيغة تعجب بمعنى ما أبصره، على سبيل المجاز، والهاء لله تعالى. وفي مثل هذا ثلاثة مذاهب: الأصح أنه بلفظ الأمر ومعناه الخبر، والباء مزيدة في الفاعل إصلاحا للفظ. والثاني: أن الفاعل ضمير المصدر. والثالث: أنه ضمير المخاطب، أي: أوقع أيها المخاطب. وقيل: هو أمر حقيقة لا تعجب، وأن الهاء تعود على الهدى المفهوم من الكلام.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 472 ] وقرأ عيسى: "أسمع" و "أبصر" فعلا ماضيا، والفاعل الله تعالى، وكذلك الهاء في "به"، أي: أبصر عباده وأسمعهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "من ولي" يجوز أن يكون فاعلا، وأن يكون مبتدأ.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ولا يشرك"، قرأ ابن عامر بالتاء والجزم، أي: ولا تشرك أنت أيها الإنسان. والباقون بالياء من تحت ورفع الفعل، أي: ولا يشرك الله في حكمه أحدا، فهو نفي محض.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ مجاهد: "ولا يشرك" بالتاء من تحت والجزم.

                                                                                                                                                                                                                                      قال يعقوب: "لا أعرف وجهه". قلت: وجهه أن الفاعل ضمير الإنسان، أضمر للعلم به.

                                                                                                                                                                                                                                      والضمير في قوله "ما لهم" يعود على معاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عطية: "وتكون الآية اعتراضا بتهديد". كأنه يعني بالاعتراض أنهم ليسوا ممن سبق الكلام لأجلهم، ولا يريد الاعتراض الصناعي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية