الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (4) قوله: وقضينا "قضى" يتعدى بنفسه: فلما قضى زيد منها وطرا ، فلما قضى موسى الأجل ، وإنما تعدى هنا ب "إلى" لتضمنه معنى: أنفذنا وأوحينا، أي: وأنفذنا إليهم بالقضاء المحتوم. ومتعلق القضاء محذوف، أي: بفسادهم. وقوله: "لتفسدن" جواب قسم محذوف تقديره: والله لتفسدن، وهذا القسم مؤكد لمتعلق القضاء. ويجوز أن يكون "لتفسدن" جوابا لقوله: "وقضينا" لأنه ضمن معنى القسم، ومنه قولهم: "قضاء الله لأفعلن" فيجرون القضاء والنذر مجرى القسم فيتلقيان بما يتلقى به القسم.

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على توحيد "الكتاب" مرادا به الجنس. وابن جبير وأبو العالية "في الكتب" على الجمع، جاؤوا به نصا في الجمع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة بضم التاء وكسر السين مضارع "أفسد"، ومفعوله محذوف تقديره: لتفسدن الأديان. ويجوز أن لا يقدر مفعول، أي: لتوقعن الفساد. وقرأ ابن عباس ونصر بن علي وجابر بن زيد: "لتفسدن" ببنائه [ ص: 313 ] للمفعول، أي: ليفسدنكم غيركم: إما من الإضلال أو من الغلبة. وقرأ عيسى بن عمر بفتح التاء وضم السين، أي: فسدتم بأنفسكم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "مرتين" منصوب على المصدر، والعامل فيه "لتفسدن" لأن التقدير: مرتين من الفساد.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "علوا" العامة على ضم العين مصدر علا يعلو. وقرأ زيد بن علي: "عليا" بكسرهما والياء، والأصل الواو، وإنما اعتل على اللغة القليلة; وذلك أن فعولا المصدر الأكثر فيه التصحيح نحو: عتا عتوا، والإعلال قليل نحو: أشد على الرحمن عتيا على أحد الوجهين كما سيأتي، وإن كان جمعا فالكثير الإعلال. نحو: "جثيا" وشذ: بهو وبهو، ونجو ونجو، وقاسه الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية