الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (73) قوله تعالى: وإن كادوا ليفتنونك : "إن" هذه فيها المذهبان المشهوران: مذهب البصريين: أنها مخففة، واللام فارقة بينها وبين "إن" النافية، ولهذا دخلت على فعل ناسخ، ومذهب الكوفيين أنها بمعنى "ما" النافية، واللام بمعنى "إلا". وضمن "يفتنونك" معنى "يصرفونك" فلهذا عدي ب "عن" تقديره: ليصرفونك بفتنتهم. و "لتفتري" متعلق بالفتنة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وإذا لاتخذوك "إذن" حرف جواب وجزاء; ولهذا تقع أداة الشرط موقعها، و "لاتخذوك" جواب قسم محذوف تقديره: إذن والله لاتخذوك، وهو مستقبل في المعنى، لأن "إذن" تقتضي الاستقبال; إذ معناها المجازاة. وهذا كقوله: ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا ، أي: ليظلن. وقول الزمخشري : "أي: ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك" تفسير معنى لا إعراب، لا يريد بذلك أن "لاتخذوك" جواب ل "لو" محذوفة إذ لا حاجة إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية