الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (8) قوله تعالى: حصيرا : يجوز أن يكون بمعنى فاعل، أي: حاصرة لهم، محيطة بهم، وعلى هذا فكان ينبغي أن يؤنث بالتاء كخبيرة. وأجيب: بأنها على النسب، أي ذات حصر كقوله: السماء منفطر به ، أي ذات انفطار. وقيل: الحصير: الحبس، قال لبيد:


                                                                                                                                                                                                                                      3037 - ومقامة غلب الرجال كأنهم جن لدى باب الحصير قيام

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو البقاء: "لم يؤنثه لأن فعيلا بمعنى فاعل" وهذا منه سهو; لأنه يؤدي إلى أن تكون الصفة التي على فعيل إذا كانت بمعنى فاعل جاز حذف التاء منها، وليس كذلك لما تقدم من أن فعيلا بمعنى فاعل يلزم تأنيثه، وبمعنى مفعول يجب تذكيره، وما جاء شاذا من النوعين يؤول. وقيل: إنما لم يؤنث لأن تأنيث "جهنم" مجازي، وقيل: لأنها في معنى السجن والمحبس، وقيل: لأنها بمعنى فراش.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية