الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الفكر الوقائي ولذلك فإننا لا يمكن أن نكتفي بالفكر الوقائي الذي كان يقصد به الحفاظ على الشخصية الإسلامية فحسب، بل لا بد من اجتهادات مباشرة في مجال الاقتصاد، وفي مجال الاجتماع، وفي مجال العمل السياسي، في الداخل وفي الخارج، لابد من الإسهام في حل المشكلات والقضايا، وتقديم رؤية إسلامية لنظام الحكم، لنظام التعليم، لصورة التعاون الدولي التي يجب أن تكون بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فلا بد أن تتحقق صورة من هـذا التعاون في مختلف المجالات التعليمية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن المجالات السياسية، وعلى العمل الإسلامي أن يكون عالميا، ليواجه ذلك النشاط " الأيديولوجي " العالمي الممثل في المبادئ التي صارت تعمل في العالم في صورة واحدة، سواء الشيوعية أو الفكر " الليبرالي " أو حتى الصهيونية كفكرة سياسية محدودة ترتبط بإسرائيل، وتحاول أن تجند الطاقات كلها - يهودية وغير يهودية - على المستوى العالمي. وعلى العمل الإسلامي أن يكون عالميا؛ لا سيما أنه ما من بلد إسلامي إلا وفيه حركة من حركات الإسلام، وعمل من أعماله، إما لتطبيق الشريعة، أو لتحرير الأرض، أو لتنوير الفكر، أو لتقدم المجتمع، وهذه الحركات إذا ما اجتمعت وتناقشت، وتحاورت، استفادت من خبرات بعضها بعضا، واستفادت أيضا إعلاميا وعمليا، فتعرف أمة الإسلام، ويعرف العالم كله أن إسلام المسلمين لا يعني كلمات، ولا يعني شعائر وعبادة فقط، ولا يعني عاطفة غامضة، وإنما يعني برامج عملية حياتية. [ ص: 103 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية