الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الثقافة الشعبية لا شك أن موقع جامع الزيتونة من العلم والثقافة الإسلامية، ونشرها في أفريقيا وفي التأصيل لها، والتأكيد على ملامح الهوية العربية الإسلامية في تونس ، على غاية من الأهمية، فقد حفظ لتونس ولكثير من بلاد المغرب شخصيتها الإسلامية عبر مختلف الظروف، والأنواء السياسية، والاضطرابات التي مرت بها؛ فإلى أي مدى يساهم جامع الزيتونة اليوم بالتحصين الثقافي المعاصر، والتأكيد على قسمات تونس الإسلامية، وتنبيه الناس إليه كمركز للثقافة العامة والمتخصصة في الوقت نفسه؟ وما الدور الذي يمكن أن يضطلع به الآن في التثقيف الشعبي والتعليم التخصصي لتكتمل بذلك رسالة الجامعات؟ هـذا على اعتبار أن رسالة الجامعات قد تكون رسالة علمية بحتة، وأن رسالة المسجد - إضافة إلى ذلك - هـي رسالة تربوية ثقافية.

                  وهذا ما أريد أن أصل إليه من خلال دور جامع الزيتونة في الحركات التحريرية في تونس قديما. ولا أغالي إذا قلت: إن كل خلية من خلايا العمل الوطني كان يرأسها خريج من جامع الزيتونة، بل إن جيش التحرير في الجزائر كان فيه كثير من الإطارات الزيتونية، فقد اعتنت مناهج التعليم التي كانت سائدة بالزيتونة بتخريج المسلم العالم المجاهد المكافح لا المسلم السلبي.

                  وبمجرد أن تم الاستقلال، وعكفت الدولة كغيرها من الدول على ما عندها، تنظر فيه وتنظمه تنظيما يتلاءم مع سياستها العامة، أرادت أن توحد التعليم الابتدائي والثانوي، بمعنى أن يكون موحدا بين أبناء الأمة كافة، ثم يصبح جامع الزيتونة - الذي يمثل ثلاث مراحل تعليمية - كلية من كليات التعليم العالي، فمن ذلك الوقت [ ص: 127 ] (1956م) انفصل التعليم الثانوي عن التعليم العالي، وأخذت الكلية الزيتونية نفسها بالإعداد الأكاديمي أو بالإعداد المتعمق في مراحل التعليم العالي الثلاث (المرحلة الأولى، والثانية، والثالثة، ثم مرحلة الدكتوراه) .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية