الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معاناة الصحافة الإسلامية فيما يتصل بقضية الإعلام والصحافة فإنه من الملاحظ أن المؤسسات الصحفية الإسلامية في هـذه المرحلة تكاد تكون قليلة الخبرة، وتكاد لا تمتلك الحرفة، وهي أوراق فكرية أكثر منها مؤسسات حرفية؛ كيف يمكن أن تجمع الصحافة الإسلامية بين الخبرة الصحفية والأداء الفكري؟

                  لا بد أن نكون لنا جيلا من الصحفيين الإسلاميين الذين يكونون إسلاميين حقا، وصحفيين حقا، ولا يمكن - لمجرد أن يكونوا إسلاميين - أن يتحولوا بالضرورة إلى صحفيين، لأن الصحافة الآن صارت مهنة لها مطالبها " التكنولوجية " ولها خبراتها التي لا يمكن تحصيلها إلا بالتخصص شأن أي مهنة أخرى، لا بد أن نسعى لأن نكون جيلا من الإسلاميين الصحفيين، وإلى أن يتم ذلك لا مناص من أن يكون عندنا نوع من عمل الفريق وتعاون الفريق الذي يجتمع فيه الإسلاميون - الذين قد يكونون على ذوق أو تهيؤ صحفي إن لم يكونوا على خبرة أو على علم تفصيلي - مع الخبراء بالصحافة الذين تكون لهم ميول إسلامية، ولا بد من وجود الميل عند هـؤلاء، ووجود الذوق أو التهيؤ عند أولئك، حتى نستطيع أن نوجد أرضية مشتركة على الأقل من الذوق والميول إن لم تكن الخبرات موحدة، وفي هـذا الجو يمكن أن نعمل؛ إلى أن يتحقق لنا الإسلاميون الصحفيون، ويأتي شبابهم ليعملوا في هـذه المؤسسات الصحفية، ويستفيدوا من تعاون الفريق ذي الاستعدادات التي تقرب بعضهم من بعض، وإن لم تكن توحدهم تماما، فلا بد أن ننظر إلى أننا سنتوصل إلى ذلك على مراحل؛ ولكن لنحذر من التناقضات، فإن بعضهم قد يظن أنه يمكن أن يأتي بصحفي له الخبرات المهنية، أيا كانت ميوله، مثل هـذا قد يدمر الاتجاه الفكري للصحافة الإسلامية تماما، كما أنه قد يظن أنه يمكن أن يأتي بإسلامي ولو لم [ ص: 108 ] يفهم مطالب الصحافة إطلاقا، لمجرد أنه يفهم أبعاد الإسلام عقيدة وشريعة فهما جيدا، فهذا قد يؤدي أيضا إلى تدمير القالب الصحفي والعرض الصحفي تماما.

                  من المناسب أن نجد درجة من التقارب بحيث يكون الإسلامي الذي يعمل في الصحافة على تهيؤ لفهم أبعاد العمل الصحفي، إن لم يكن قد درسه، وإن لم يكن قد عرفه، ويكون الصحفي الخبير على ميل للإسلام، وتعرف على خطوطه العريضة العامة حتى يمكن أن تكون هـناك أرضية مشتركة، وفي ظل الأرضية المشتركة أومن كثيرا بوجود جيل من الشباب يتدرب على أيدي هـؤلاء وهؤلاء، ويتحقق فيه اجتماع الخبرة مع العمق " الأيديولوجي " ، وبذلك نصل إلى مرحلة لا نحتاج فيها إلى هـذه الثنائية، وحتى إذا احتجنا لسد بعض الثغرات، فإنه يكون لدينا الركيزة الأساسية والعمود الفقري من الإسلاميين الصحفيين الذين يسدون الحاجات الأساسية للوسيلة الإعلامية.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية