الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الحوار طريق النضج غير أنني أحسب أن جزءا له وزنه من جماهير القراء والسامعين، وجماهير المسلمين العامة أصبحت لا تحسن الظن بهذه الكلمات الرنانة، ولا تقبل العذر الذي يقدم، وتطلب من المسلمين - فكرا وحركة - بذل الجهد والدأب في العمل، لتقديم فكر متطور يعالج المشاكل المتجددة، ويستجيب للحاجات المعاصرة، وأحسب أنه لو أتيح للمسلمين بعض العافية، وأتيح لهم أن يتشاوروا ويتحاوروا، وأن يعتادوا العمل الجماعي، وألا تكون لقاءاتهم اللقاءات العاطفية التي يحسون فيها بفرح من الأعماق لرؤية بعضهم بعضا، وإنما يحسون بالفرح الحقيقي عند تبادل الرأي، وعند الحوار في قضية، مهما كانت الآراء متباينة، ومهما كانت وجهات النظر مختلفة، لكان هـذا بداية الطريق.

                  ينبغي ألا نضيق بالحوار، لأنه من الطبيعي ونحن نمارس الاجتهاد من جديد بعد فجوة [ ص: 104 ] طويلة وأمد طويل أن نجد أن كل إنسان متأثر بظروفه الشخصية والجماعية، وبظروف زمانه ومكانه وثقافته وتفكيره، فلا بد أن توجد اختلافات، وتوجد تضاريس، فلا ينبغي أن نقابل هـذه الخلافات بأن ينطوي كل على ذاته، وأن يتجنب الحوار، حتى إننا إذا اجتمعنا لا نتبادل غير السلام، ولا نتبادل غير التحية. يجب علينا إذا التقينا أن نتحاور، وأن نتشاور، وأن نتناقش، وألا نشفق من أن يكون أخي الذي قابلته ولم أره منذ سنوات على طرف نقيض تماما معي في قضية من القضايا؛ بهذا نسير نحو النضج، ونكون أناسا مسئولين يقدرون مسئولية الكلمة، ومسئولية الفكر، ومسئولية العمل الإسلامي.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية