الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الموكب الإسلامي المشكلة قد تكون - إلى حد بعيد - بسبب من سيطرة الصفات الحزبية على أخلاق الدعاة، الأمر الذي أوقع بعض جوانب العمل الإسلامي بمشكلات، وحال دون بلوغه المدى المطلوب.

                  هـذه الصورة المثالية للتدين التي ترى أنه ليس أهلا لأن يكون واحدا من الرعية المسلمة، إلا من بلغ قدرا هـائلا من الإيمان والإخلاص والجهاد والتقوى - وهكذا صورة غير صحيحة؛ فالموكب الإسلامي يستوعب الناس أجمعين، ولكل دوره {ولكل درجات مما عملوا} ولربما الضعيف الذي يستوعبه الموكب، لو أن الموكب عزله لظل مرتكسا في جاهليته، ولكن إذا حمله الموكب فلربما تستيقظ فطرته، ويصبح من السابقين، ويتجاوز بعض قدامى السابقين. وهذا ظهر لنا حيث إن كثيرا من الغافلين القاعدين الذين كان يمكن أن نباهيهم بكسبنا، لما انفتحت حالة الإسلام، تقدموا.

                  في الحقيقة عندما تكون العلامة والتقدير للقيم وليس للأشخاص تنتهي هـذه المشكلة. [ ص: 44 ] وهذا هـو معنى الدين؛ حتى بالنظر لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد كان القرآن يعلمه هـذه المعاني: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} كان الكفار يركزون على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ويهاجمون رسالة الإسلام من خلال هـجومهم على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو دائما يذكرهم بمضمون الرسالة. وبعض المسلمين - ضعاف الإيمان - كانوا يتعلقون بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم .

                  وفي تقديري حتى عدم التسمية بمحمديين بالنسبة إلينا، كانت ذات مغزى وأثر عظيم؛ إذ ارتبطنا بالقيمة ولم نرتبط بالشخص عبر التاريخ. لكن المشكلة الآن هـي في ممارسة المسلمين.

                  ما أن تكامل الأنموذج السني الإسلامي في دولة تمثلت فيها كل معاني الدين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح لزاما على المسلمين أن يتوجهوا على الطريق ذاتها وليس على الشخص، ولذلك نشروا الدعوة وبسطوها في العالم.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية