الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الحرية مؤشر التحول الإسلامي هـذا ما نتمنى أن يتحقق؛ لأن المؤشر الصحيح للتحول الإسلامي سوف يكون رهين الحرية السياسية؛ لأنه - كما تعلمون - سادت في التاريخ الإسلامي مسوغات لقضايا الاستبداد السياسي، وتكلموا بالمستبد العادل، وغير ذلك. فالأمر هـو صناعة مسوغات للظلم في قوالب أخرى، تحت مظلة أو عناوين إسلامية.

                  لعلك تدرك أنه في أيام الاستبداد السياسي يزين للناس أن يبحثوا عن مسوغاته، وأن يئولوا الآيات والأحاديث والمعاني الفقهية لمصلحة المناخ الذي يعيشون فيه، وأن يبالغوا من الخوف من الفتنة والفرقة، ومن الظنيات في الدين عموما.

                  بينما الخوف من بقاء الأخطاء وبقاء الانحراف وحراسة الظلم أشد

                  الدين كله ثقة بالإنسان لإتاحة الحرية له حتى يتحرر من أسر الطبيعة والمجتمع وأسر الحكام ليخلص التعبد لله سبحانه وتعالى؛ هـذا هـو جوهر التدين الذي لا بد أن يتمثل في حركتنا الفقهية، وفي تنظيم الأسرة والجماعات الإسلامية، وفي تنظيم دولتنا أيضا. فهذه قيمة أكبر بكثير من الأحكام الشرعية الكثيرة التي تؤسس معنى الشورى ومعنى المناصحة ومعنى عدم استعباد الناس.

                  ولكن مع الأسف بقيت في الكتب بالنسبة للحياة الإسلامية لفترة طويلة من الزمن، والصف الإسلامي كان عاجزا عن احتمالها أو لا يرغب في ممارستها بسبب بعض التخوفات أو الأوهام التي يمكن أن تدخل عليها [ ص: 41 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية