الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  جواز مرور إلى العالم الإسلامي وأنا لا أجد هـناك من الوجهة الفكرية - ومن الوجهة النظرية المجردة - أي مانع من أن يكون في ساحة العمل الإسلامي يمين، ويسار، كل ينشد تحقيق مقاصد الإسلام، بوسيلة تختلف عن وسيلة الآخر، فريق يرى أن القيام ببعض الجزئيات يكفي، وأنه ليس هـناك تغيير شامل، وأن المسلمين في جملتهم مؤمنون، متدينون، ملتزمون، ويحتاج الأمر إلى بعض التنوير، وإلى قليل من العمل أو بعض العمل، وآخرون في الساحة يرون أن انحرافات المسلمين الفكرية والعملية جذرية، وأنه ينبغي أن تغير تغييرا جذريا، [ ص: 116 ] على مستوى الفرد، وعلى مستوى الجماعة، وعلى مستوى الفكر، وعلى مستوى الحركة، وكلهم عاملون في ساحة العمل الإسلامي، فأنا أرى أنه لا مانع من الوجهة النظرية، أو من الوجهة الفكرية، أو من الوجهة " الإستراتيجية الأيديولوجية " أن توجد مثل هـذه التصنيفات حتى بالنسبة للإسلاميين، على أن تحقق نفعا، وتحقق بلورة، وتوضح مفهوما، لا أن تستغل من قبل جماعة، قد يكونون ماركسيين أو محسوبين على اليسار، ويستعملون الإسلام فقط كجواز مرور إلى العالم الإسلامي بعد الصحوة الإسلامية، وبعد ظهور ذلك المد الإسلامي فاختاروا أن ينثروا بعض التوابل، وبعض الزخارف الإسلامية على كلامهم، في حين أنك لا تخطئ في خلال هـذا الكلام أن تجد المنطلق الماركسي والتنظير الماركسي واضحا جليا، وتجد البضاعة المزجاة التي يدعى أنها مستمدة من التراث أو من أصول الإسلام، باهتة تافهة كالخرز اللماع الذي يراد أن يزين به شيء من الأشياء ولكنه لا قيمة له في حقيقته.

                  الذي كنت أقصده وأعتقد أنه مشروع وجائز في ساحة " الأيديولوجيات " ، وفي ساحة " استراتيجيات " العمل " الأيديولوجي " هـو ذلك الاتجاه في الفهم والتنظير والتخطيط الذي ينبثق من أصول الإسلام، ومن مبادئه، ومن مفاهيمه، ويكون صاحبه على معرفة بأصوله، وعلى إخلاص صادق لمبادئه، لا الذي يتخذ من الإسلام منطلقا ووسيلة ليصل إلى آذان الناس وإلى قلوبهم.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية