الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  منجزات الأمم الأخرى نتكلم كثيرا عن ضرورة الانتفاع بمنجزات الأمم الأخرى - شرط أن يخضع ذلك لمقياس سليم في الأخذ والرد - وكيف أن سلفنا استطاعوا في عصر تألقهم من الانتفاع بعطاء الأمم الأخرى..

                  هل تعتقدون أن الأمم المتخلفة قادرة على استخدام هـذا المقياس؛ الذي هـو في الحقيقة، ثمرة لتقدم علمي وحضاري، هـذا إلى جانب أنه لو كنا نمتلك هـذا المقياس لما كنا فيما نحن فيه من السقوط الحضاري؟

                  كيف ترون حل هـذه القضية؟ [ ص: 185 ] لقد استفادت أمم دوننا في الحضارة بمنجزات الأمم الأخرى، كما في بلاد الشرق الأقصى ، ولم تفقد خصائصها الذاتية. وحسبنا ( كورية ) التي بدأت نهضتها بعد الحرب العالمية الثانية، وهي اليوم تغزو بمنتجاتها أسواق العالم، وتراها اليابان اليوم أخطر منافس لها.

                  إننا لسنا دون هـؤلاء، وعندنا من رصيدنا الثقافي والحضاري ما يجعلنا أهلا لأن ننتفع بما عند الآخرين دون أن نذوب فيهم.

                  الشيء المهم هـنا أن نصل إلى درجة كافية من وضوح الرؤية لما نأخذ وما ندع، ومن صدق العزم على تغيير الواقع.

                  ولا يعين على ذلك إلا إيمان صادق يحرك كوامن الأمة، ويفجر طاقاتها المذخورة، ويدفعها إلى الأمام بقدرات لم يحسب لها أحد حسابا.

                  وأي تجاهل لهذا الإيمان المستكن في ضمير الأمة، أو إهدار له، أو افتئات عليه، إنما هـو خيانة لهذه الأمة، وتضليل لها عن أهدافها، وسير بها في متاهات لا تنتهي بها إلى مستقر، ولا تهتدي معها إلى طريق.

                  إن الأمة في حاجة إلى قيادة مبصرة، تدرك أن قضايا التقدم والتنمية والعلم والتكنولوجيا، لا تنفصل عن قضايا الإيمان والأخلاق. وإن الأمة التي لا رسالة لها، لا تستطيع أن تنافس الأمم الأخرى، التي تشعر أن لها رسالة حضارية، وخصوصا إذا كانت متفوقة عليها.

                  إن المفتاح في أيدينا، ولكنا لا نستعمله، أعني مفتاح الإيمان، إيمان الإسلام الحق، الذي لا تتغير الأمة بغيره، فهو وحده الذي يغيرها من داخلها، ومن أعماقها.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية