الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  البدايات تحمل التجربة الفردية في إطار الدعوة الإسلامية - دائما - آفاقا عامة يمكن أن يستفاد منها في مجال العمل الإسلامي الجماعي. ولا شك أنه أتيح لكم أن تشاركوا في بدايات العمل الإسلامي في العصر الحاضر، وعاصرتم [ ص: 100 ] فترة تاريخية هـامة؛ نود أن نتعرف على ملامح التجربة، وما انتهت إليه من نتائج من وجهة نظركم.

                  تمتد صلتي بالعمل الإسلامي منذ التعليم الثانوي، وتوثقت هـذه الصلة في الفترات الحاسمة ما بين (44-1948م) ، وهي فترة شهدت أحداثا كثيرة بالنسبة لمصر ، بعد نهاية الحرب العالمية الأخيرة، حيث بدأت الدعوة للمطالبة باستقلال مصر ، وبالجلاء، كما شهدت تطورا في العلاقة بالسودان وقضية فلسطين . وفي الفترة نفسها، أخذت بلدان المغرب الإسلامي تتجه أيضا إلى المطالبة بالاستقلال، وكذلك باكستان التي تطلعت إلى أن تكون مستقلة بعد انتهاء الحكم البريطاني في شبه القارة الهندية ، وإندونيسيا أيضا تطلعت إلى الاستقلال، وكانت القاهرة في ذلك الوقت مجمعا لقيادات هـذه البلاد، من مختلف الاتجاهات، ومنهم القادة الإسلاميون. فهذه الحركات الإسلامية كلها في تلك الفترة ذات الحيوية والأهمية - والتي انتهت للأسف عند أول نكسة وإجهاض للقضية الفلسطينية - كانت القاهرة فيها ذات موقع هـام، وبعد ذلك حدثت فترة جمود أو ركود أو تراجع بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأثر ذلك على الروح المعنوية للعرب والمسلمين، وفي الخمسينيات بدأت عوامل يقظة وتحرك انتهت بحركة الجيش في مصر (1952م) .

                  وكان نشاطي في هـذه الظروف يتركز في الجانب الفكري - إضافة إلى الجانب العملي - وكتبت في الصحف الإسلامية المختلفة المتاحة في ذلك الوقت، وركزت بعد ذلك على الكتابة بشكل عام، وتفرغت للتأليف، ثم التدريس في الجامعات؛ إلى أن أتيحت لي فرصة العمل في مجلة (أرابيا) .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية