الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الفقيه العالم ما هـي الملامح العامة للمنهاج الدراسي والمعالم الأساسية للبناء التعليمي والثقافي في مناهج الجامعة؟

                  لقد أعددنا منهجا أردنا منه أن يكون الطالب عند تخرجه مسلما عالما، يفقه عصره، ويعرف الوقائع والظواهر والعلاقات بين الناس، حتى يمكنه الاجتهاد فيما يعرض عليه عن معرفة وفهم وإدراك.

                  وبطبيعة الحال فإن أغلب مواد المنهج إسلامية، تتوزع بين التفسير، والحديث، والفقه، وأصول الفقه، والسيرة النبوية، والحضارة الإسلامية وغيرها. ولكن هـناك مواد أخرى رأينا أن إدخالها في المنهج يجعل الطالب على معرفة ببعض أساسيات الثقافة المعاصرة، ففي مجال العلوم الاجتماعية أدخلنا بعض المواد مثل: علم النفس والتربية والاقتصاد، وكذلك مدخل العلوم القانونية الوضعي، ليعرف الطالب الأسس التي بني عليها القانون الوضعي، وليدرك القيمة القانونية للفقه الإسلامي.

                  يضاف إلى ذلك بعض المواد العلمية: مثل علم الأحياء، فمعرفة الخلية أمر مهم جدا لمن يتحدث عن مخلوقات الله في إطار تفسيره للقرآن. وهناك مادة الفيزياء التي أردنا منها أن يكون الطالب مطلعا على القوانين والسنن الأساسية التي يتحرك بموجبها الكون، وإلى جانب مادة الفيزياء يتضمن المنهج برامج عن علم الفلك من خلال القرآن الكريم الذي تحدث كثيرا عن السماوات والنجوم والكواكب والشمس والقمر وغير ذلك.

                  وماذا عن اللغات؟

                  اللغة العربية هـي لغة التدريس بالجامعة، يضاف إلى ذلك أنها تدرس كمادة على مدى السنوات الأربع وبمعدل ثلاث ساعات أسبوعيا، ويصل هـذا المعدل في السنة الأولى إلى أربع ساعات. كما تدرس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، وهي اللغة التي يدرسها الطلاب في المرحلة الثانوية، وربما يدرسون غيرها كالألمانية والإسبانية، ونحن نخير الطالب الذي يلتحق بالجامعة بين أن يتابع دراسة الألمانية أو الإسبانية في جامعة أخرى فيها أقسام لهذه اللغة، هـذا إن لم يكن يرغب في مواصلة دراسة الإنجليزية. [ ص: 91 ] وحرصنا على دراسة الطالب للغات الأجنبية ينبع من حاجتنا لوجود مسلمين جادين يجيدون تلك اللغات، خاصة وأن هـناك دراسات إسلامية عديدة أعدها مستشرقون باللغات الإنجليزية والألمانية والإسبانية، وهي تشكل مصادر الدراسات عن الإسلام بالنسبة للغرب، ونحن نريد أن يكون العالم المسلم على اطلاع عليها وقدرة على نقدها.

                  ويحدونا أمل كبير أن نتمكن من تدريس بعض اللغات الأفريقية كالهوسا والسواحلية، مساهمة منا في نشر الإسلام في أفريقيا بلغات أهلها.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية