الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  سنة المدافعة ومواجهة التحديات وبهذا الإعداد نستعد كذلك للتحديات. نحن نعلم أن الدين لا يمكن أن يقوم اليوم في بقعة معزولة، ولا يمكن أن نبني حائطا حديديا نحمي به ناشئة الإسلام في السودان حتى يقوى عودهم ؛ لأننا مضطرون أن نقيم الإسلام في الشمس وفي الأعاصير وفي قلب الدفوع الدولية.

                  ونعلم أنه كلما تبلور الواقع الإسلامي وبدت أصالته وبعض آثاره، اشتد الفزع من مستقبله. وكلما نشط الحق نشط الباطل في وجهه أيضا، وتلك سنة من سنن الله [ ص: 32 ] الذي قدر أن يقابل بين الحق والباطل، ابتلاء لعباده.

                  ونحاول في صلاتنا العالمية أن نبسط بالحسنى، وأن نراقب من حولنا من العالم، مسلمين وغير مسلمين، ونبصر بما يجري في السودان حتى لا يفزع بعض المسلمين من هـذا التحول الذي يترتب عليه تطورات مفزعة لاستقرار الأوضاع والمصالح الراهنة، وحتى لا يفرط الغرب كذلك في فزعه، فإننا نحاول أن نقدم لهم صورة بإيجابيات الإسلام لهم - لأن الإسلام جاء لكل الناس ولم يأت للمسلمين وحدهم - وما فيه من خير للبشرية ومن عطاء لحضارتها.

                  ونحاول بالجمع الذي نجمعه، وبالعدة التي نعدها أن نرهب عدو الله كذلك من أن تحدثه نفسه بأن يستهين بشأن الإسلام وأن يكيد له؛ حتى يعلم أنه إن حاول الكيد سيكاد له، وإن مد يده ستقطع بإذن الله.

                  ذلك بعض من جملة من السياسات الخارجية الجديدة، وهذا وجه من وجوه الدعوة إلى الإسلام لم نجرب منها إلا قليلا لأن الحركات الإسلامية كانت حركات منكفئة في بطن المجتمع وقليلا ما كانت تتصل بالعالم الخارجي أو تضطر حتى إلى تصور مواقف إسلامية فيه.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية