الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  العطاء الإسلامي العطاء الإسلامي جاء عطاء إنسانيا، شاركت فيه كل الأمم والشعوب.

                  كان عطاء حق، والحق دائما ينطلق من نقطة ينبغي أن تكون على صواب، وهي دائما وأبدا في أي مرحلة من مراحل التفكير البشري تكون على شكل إيمان يعتبر مضمونه الركيزة التي تستند عليها قوة الفرد والأمة.

                  وبأسلوب يعكس تأثره بمطالعاته الفلسفية، ينتقل بنا الدكتور " بن عبود " ليتحدث عن أثر دخول الإسلام بلاد المغرب، فيقول:

                  كان المغرب قبائل وعصبيات، تماما مثلما كان الحال في جزيرة العرب قبل أربعة عشر قرنا من الزمان. وعندما دخله الإسلام كونه ولأول مرة في تاريخه أمة منظمة. ولما كان العرب هـم حملة الرسالة الأوائل، وكانت العربية لغة التنزيل، كان لذلك أثره في جعل المغاربة لا يفرقون بين العروبة والإسلام، فالإسلام هـو العروبة والعروبة هـي الإسلام.

                  هذا في الوقت الذي ترمز فيه العروبة في بلاد المشرق إلى فلسفة خاصة قائمة بذاتها، تمثل شكلا فلسفيا طرح في مرحلة معينة كبديل عن الإسلام من قبل بعض الناس.

                  أما في المغرب فالأمر بخلاف ذلك، ولا يمكن أن يخطر على بال عامة الناس أن من يتكلم العربية يمكن أن يكون غير مسلم. وفي هـذا ما يكفي للإشارة إلى أن الفكرة في المغرب [ ص: 142 ] لم تكن مشتتة، ولم يتمزق كرقعة فكرية، كما لم تكن فيه مذاهب سياسية أو دينية متعددة، فهو مسلم قاطبة، ومالكي المذهب قاطبة أيضا. ولذلك عندما تفجرت الثورة ضد المستعمر الفرنسي، تفجرت - كما هـي من قبل ودائما - على أساس الإسلام.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية