الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  تحديات في طريق التوجه يلمح الإنسان اليوم لونا من التوجه الإسلامي في كل أنحاء العالم الإسلامي، وعلى كل المستويات، وفي اعتقادنا أن هـذا التوجه سوف يواجه بتحديات من داخل المجتمع الإسلامي ومن خارجه، فمن خلال رؤيتكم، ما هـي تلك التحديات؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

                  قضية التوجه الإسلامي والصحوة الإسلامية التي نلمحها اليوم من الأمور المعقدة، ولكن من يرجع إلى الإسلام يجده قائما على ناحيتين: نظرية وعملية.

                  أما النظرية، فهي - من حسن حظ الإنسان كإنسان - لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهي القرآن الكريم الذي أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتمسك به حتى لا نضل، وفي ذلك ما يشير إلى أنه يتوجب علينا أن نتصدى بكليتنا إلى من أراد الهجوم عليه، وذلك وفق الطرق والسبل التي رسمها القرآن الكريم نفسه، فبالحكمة أولا، ثم بالموعظة الحسنة، ثم الجدال بالتي هـي أحسن، ثم المرور باللغو، قال تعالى: ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) -[الفرقان:72]، وذلك حتى لا نبقى دائما على حال الحكمة والموعظة الحسنة مع من طبع الله على قلبه.

                  وإذا توجه إلينا غدر الغادر أو سيف الماكر، فلنجاهد، قال تعالى: ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) -[التوبة:73].

                  وأما الناحية العملية التي يقوم عليها الإسلام فهي أن الحلال بين والحرام بين، وينبغي ألا نتذبذب بينهما، كما أن القرآن واضح بين وكذلك السنة، ولكن تنقصنا العزيمة، وهي ما أتمناه لنفسي ولأخوتي المسلمين.

                  ربيع الآخر 1404هـ كانون الثاني (يناير) 1984م. [ ص: 146 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية