الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  الالتجاء إلى الإسلام هـناك ملاحظة: على الرغم من أن كثيرا من بلاد العالم الإسلامي ومؤسساته تتخذ بعد الاستقلال مسارا آخر، ليس في إطار التوجه الإسلامي الكامل، إلا أن هـذه المؤسسات عند ما تواجه بتحديات تعود لتستنجد بالإسلام من جديد ليتقدم المعركة فيكون درع حمايتها؛ فكيف تفسرون ذلك؟

                  هـذا ما ينبغي التلميح إليه دائما، قال تعالى في كتابه الكريم عن فرعون وجنوده: [ ص: 144 ] ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) - [يونس:90].

                  ولكن الصيف ضيعت اللبن " هـذا باختصار شديد ما يمكن أن يكون تفسيرا لتلك العودة وذلك الاستنجاد، وهو أمر في صميم الفطرة، تماما مثل الإيمان.

                  والإنسان - كما هـو معروف - عندما يكون في حالة إرهاق نفسي، وشعور بأنه أعزل، ولم يتبق لديه من سلاح يواجه به صعوبات الحياة، فإنه يرجع إما إلى الله، وإما إلى الخرافة، أي يرجع إلى ما وراء الطبيعة، فهو مفطور على الإيمان بعالم الغيب، فإن أصاب فهو التوحيد، وإن أخطأ فهي الخرافة.

                  ولعل من المفيد أن نشير هـنا إلى أن أكبر سوق للتمائم يعرف في هـذه الأيام موجود في الولايات المتحدة الأمريكية !!

                  ولكن هـناك ناحية سلبية محضة، وهي التلاعب، أو ما يسميه الإسلام بـ " النفاق " ، فالإنسان لما تبور حيله ويكسد سوقه يرجع إلى السواد الأعظم، إلى عامة الناس، وهم كلهم دائما على حالة إيمان.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية