الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  قضية رؤية هـلال رمضان لنأخذ مثالا: رؤية هـلال شهر رمضان وهي قضية تهم العالم الإسلامي كله؛ لأن كل مسلم يريد أن يصوم الشهر لا يزيد عليه يوما ولا ينقص منه يوما؛ لأنه لو نقص يوما خالف أمر الله، ولو صام يوما زائدا فعل محرما، فقضية الصوم هـذه، هـل نعتمد فيها الرؤية أم نعتمد فيها الحساب؟ اطلعت على فتوى من أحد المفتين في العالم الإسلامي يقول فيها إن العمل بالحساب أمر خطير، وهو يوشك أن يكفر من يقول بذلك، وتجد في المقابل من يرى أن الحساب هـو الأصل، وأن الاعتماد على الحساب أفضل من الاعتماد على الرؤية؛ لأن خداع النظر يجعل الرؤية ظنية بينما الحساب يكاد يكون يقينيا، وأنه من القواعد البسيطة: ألا يعدل الإنسان عن اليقيني إلى الظني. [ ص: 134 ] أريد أن أفرق بين أمرين: العمل في مجال الأمة، والعمل في إطار المؤسسات الرسمية، فإذا اعتبرنا - نحن كمفتين - أن ساحة عملنا الحقيقية هـي الأمة المسلمة والفرد المسلم، فقد يكون تأثيرنا هـنا أكبر من تأثيرنا في الجانب الآخر.

                  نعود لنقول في قضية الهلال: من منا في العالم الإسلامي الآن يعتمد على رؤية الظل والشفق والغلس في تحديد أوقات الصلاة؟ فلماذا نعتمد الحساب لتحديد أوقات الصلاة وأمورنا كلها؛ بينما نختلف حول الصيام؟! وإذا هـيأ الله لنا وسيلة تحقق النظر وتسهله فهل نرفضها؟

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية