الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  دخول السياسة الخارجية في الدين! ولذلك ستفاجأ بكثير من المواقف لأنها تبدو جديدة عليها.

                  نعم.. لقد دخلت السياسة الخارجية كما دخلت كل السياسة اليوم في الدين، دخولا واسعا، وأصبحت لنا مصالح الآن في موقف كل قوة عظمى أو صغرى لأن العالم كله يموج بالتفاعلات، ولا تقوم دولة بشأنها، قوية كانت أو ضعيفة، فكما تحتاج الضعيفة للقوية، تحتاج القوية لسوق الضعيفة ولتابعيتها، وهذا وجه جديد من وجوه الابتلاء ووجوه الفقه سنحاول أن نقتحمه بإذن الله، بزاد محدود من الاجتهاد؛ حتى نحمي ناشئة الإسلام، ولا نقول نحميها وحسب، لأن الدفاع ليس إلا مرحلة، والقصد في نهاية الأمر أن يمتد هـدي الإسلام، وأن ينتشر، وألا نكون مستقلين [ ص: 33 ] عن الناس ولكن أساتذة هـداة للناس.

                  ونعلم أن الأنموذج السوداني، بسعة مداه، سيكون لافتا للنظر، وسيصوب الناس إليه النظر وقد يكون مبشرا أو يكون منفرا، ولا نريد أن نصد عن سبيل الله، ولكن نريد أن نهدي إلى سبيل الله، ونستشعر لذلك قدرا هـائلا من المسئولية، عن بلادنا وعن العالم أجمع، ذلك العالم الذي ينظر إلينا اليوم، لا بعين موضوعية مجردة صادقة ولكن بعين فيها كثير من الارتياب، وبقلوب فيها كثير من التحامل على الإسلام. ونحن مضطرون في وجه ذلك كله أن ننفذ بصورة إسلامية مشرقة بما يجري في السودان.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية