الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  وكالة أنباء إسلامية يعتبر احتكار وكالات أنباء الغرب والشرق لمصادر الأخبار مشكلة أساسية تواجه حرية الصحافة في العالم كله، ويأتي ذلك في مرحلة يحاول المسلمون فيها بناء أنفسهم من جديد، ما هـو تصوركم لحل هـذه المشكلة حلا جذريا على المدى البعيد؟ وماذا ترون على المدى القريب لإمكانية قراءة الأخبار وتحليلها من وجهة نظر إسلامية؟

                  الحل الطويل المدى هـو الحل المؤسس، أن يوجد لدينا مؤسسات ووكالات أنباء إسلامية، ليس بالضرورة أن تكون وكالة واحدة، يمكن أن تكون وكالات متعددة، ولكن المنظور يكون إسلاميا، بمعنى ألا تكون إسلامية جغرافيا، بل تكون إسلامية من ناحية منظورها، وتقويمها، وخدمتها الصحفية، وقد سمعنا أن المؤتمر الإسلامي قرر أن توجد وكالة صحافة إسلامية، ووكالة أنباء إسلامية، وأن هـذه الوكالة في خطط نرجو لها الرشد والتوفيق، ولكن إلى الآن لم تثبت مواقع خطواتها، ولا استوت على ساقها بعد.

                  إلى أن يتم هـذا نحن مضطرون إلى حلين مؤقتين:

                  * محاولة الاعتماد على المصادر المتاحة مع تنويعها بقدر الإمكان، والتعرف على وجهات [ ص: 109 ] النظر المتباينة، للوصول إلى شيء من الحقيقة؛ من خلال السطور، ومن خلال الألوان المتباينة للعرض للمصادر المتعددة.

                  أن يكون لنا مراسلون، وهنا تجد مشكلة أخرى هـي ذلك المراسل الذي يجمع بين الموازين والمعايير الفكرية الإسلامية والإعداد " الأيديولوجي " والثقافي، وفي الوقت نفسه الخبرة الصحفية، ولا سيما على المستوى العالمي لا المستوى المحلي، وهذا المراسل إذا كان مستغرقا في الأنباء المحلية، أثر هـذا على تصوره العالمي للأحداث.

                  نحن محتاجون إلى مراسل، لا بأس أن يخدم الصحافة المحلية كما يشاء، لكنه حين ينتقي من الأنباء ما يزود به إخوانه المسلمين، أو صحيفة من الصحائف، أو وسيلة من وسائل الإعلام الإسلامي على مستوى العالم الإسلامي الواسع يكون له القدرة على الانتقاء لما يفيد المسلمين جميعا، وليس مجرد عرض، أو دعاية إقليمية لبلد على مستوى العالم الإسلامي.

                  نحن نحتاج إلى مجموعة من المراسلين، لديهم العمق الفكري، ولديهم الخبرة المهنية، ولديهم القدرة على الاختيار، لتقديم ما ينتقونه داخل بلدهم، يكون صالحا للعرض في العالم الإسلامي الواسع، هـؤلاء المراسلون يسدون الثغرات، إلى أن تقوم وكالة أنباء إسلامية أو عدة وكالات تكون لديها المعايير الإسلامية للتقويم، وتكون لديها الوسائل والقنوات المتعددة لاستمداد الأخبار، وهذا بطبيعته في تقديري - حتى بعد قرار منظمة المؤتمر الإسلامي - سيحتاج إلى وقت، لأن أي عمل عالمي يعكس سلبيات المسلمين على نطاق العالم الإسلامي، ويحتاج إلى فترة يسير فيها في مدارج النضج والتطور، حتى تسد الثغرات.

                  فينبغي ألا نتعجل النتائج، وأن نسير على الأقل في الآونة الراهنة بما هـو متاح من تنوع في وسائل الإعلام، وكثير من وكالات الأنباء الآن ومحطات الإذاعة والصحف يمكن في مجموعها أن تعرض لنا شيئا، إن لم يكن متوازنا فهو ييسر على الأقل شيئا ما للنظرة الموضوعية للأحداث، ونحاول أن نكمل هـذا بالمراسلين؛ لأننا نريد ذلك الإعداد الفكري " الأيديولوجي " ، ونريد ذلك الإعداد المهني، ونريد ذلك الانتقاء الذي يصلح للعرض عالميا، وليس هـذا باليسير، ولكن نحاول بقدر الإمكان حتى نستطيع أن [ ص: 110 ] نوجد صحافة إسلامية مقروءة على مستوى العالم الإسلامي في أماكنه كلها، ومن قرائه كلهم، دون أن تصادف نفورا من قسم من القراء أو منطقة من المناطق.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية