الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  استعارة المصطلحات ألا يكون من الأنسب عدم استعارة مصطلح له تاريخه ودلالته، ويمكن أن يتولد عن استعماله نوع من التضليل والمغالطة؟ ألم يكن الأولى التفكير بتوليد المصطلحات من خلال الأصول والقيم الإسلامية حتى نكون في مأمن من الناحية الثقافية؛ وبذلك يكون لهذا المصطلح دلالته في لغتنا وتطبيقاته في تاريخنا وتراثنا، ورصيده في شعورنا؟

                  قد يكون هـذا بالنسبة للمفاهيم، لكن بالنسبة للاتجاهات أنا أرى أن اصطلاح اليمين واليسار هـو أشبه باصطلاح الشرق والغرب والشمال والجنوب، الذي يمكن للناس جميعا أن يستعملوه لو أدركوا طبيعته الموضوعية المحايدة، وأنه إذا كان اليسار الشيوعي قد حرص على أن يحتكر اليسار، وأن يصنف الدين والمتدينين والعاملين للدين في اليمين، واليمين في نظرهم هـو الذي يتجمع فيه أنصار الحلول الجزئية، وأنصار إبقاء الوضع القائم على ما هـو عليه فنحن من وجهة الفكر السياسي والاصطلاح السياسي قد يمكن أن نستفيد من الاصطلاح إذا أخذناه بمدلوله، وإذا أخذناه بحقيقته، [ ص: 119 ] وإلى أن يحدث هـذا، لا بد أن نقول: إن الاستعمال قد أوضح أنه في الواقع المعاصر يستخدم هـذا الاصطلاح استخداما مغلوطا، ولا بد أن يصحح، ولا بد أن يستخدم استخداما مفيدا، وعليه فإن هـذا الاصطلاح حتى الآن لم يحقق لا وضوح الرؤية، ولا تبلور العمل، ولا استقطاب أو إقناع الجماهير التي تؤمن بالتغيير الجذري إلى رؤية أوضح أو إلى عمل أفيد، هـذا هـو الواقع الآن. والعبرة بنتائج الألفاظ مهما كان مدلولها اللفظي والفكري واللغوي، العبرة في الاصطلاحات بنتائجها العملية التطبيقية.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية