الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية البناء العلمي والمواجهة الثقافية

                  في حوار مع: الدكتور عمار الطالبي

                  مدخل: · ولد عام 1934م، بمنطقة الأوراس ، في الجزائر .

                  · تلقى تعليمه العام بالجزائر .

                  · انتقل إلى تونس ، حيث حصل من جامع الزيتونة على ما يسمي بشهادة " التحصيل " .

                  · ابتعثته الحكومة الوطنية للثورة - بعد تأسيسها - إلى مصر ، حيث التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة. وحصل على ليسانس الفلسفة.

                  · لازم ندوة الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله وهو ما يزال طالبا في جامعة القاهرة.

                  · عاد إلى الجزائر ، بعد الاستقلال، وعمل في مدرسة تكوين المعلمين، ثم أختير معيدا بجامعة الجزائر.

                  · حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الإسكندرية .

                  · تولى رئاسة قسم الفلسفة بجامعة الجزائر.

                  · عمل مديرا لمعهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الجزائر.

                  · أول مدير لجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة بالجزائر ...

                  من مؤلفاته: - ابن باديس حياته وآثاره (جمع ودراسة) - 4 مجلدات. [ ص: 85 ] - تحقيق كتاب العواصم من القواصم، آراء أبي بكر بن العربي ونقده للفلسفة اليونانية.

                  · يرى: أن الحياة الفكرية في المغرب الإسلامي تتسم بالتأثر بالأفكار التي تظهر في المشرق الإسلامي عبر التاريخ. ويرى في هـذا دليل وحدة الأمة الفكرية التي تأصلت جذورها وبقيت حية مدى الدهر بالرغم من عوادي الزمن وفجائع التاريخ ومحولات الفصل وافتعال الفروق.

                  · ويري: أنه لا يمكن التعرف على شروط النهضة قبل معرفة الأصول النفسية والاجتماعية للأمة لأن التغيير ينطلق من الداخل النفسي والاجتماعي مصداقا لقوله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (الرعد: 11) .

                  · ويرى: أن ثورة الجزائر كانت جهادا من أجل المبادئ والقيم الإسلامية وأنها لو قامت على غير ذلك لفشلت ويتمنى أن يؤتي هـذا النجاح ثماره في العودة إلى الإسلام الحقيقي في أصوله.

                  · ويرى: ضرورة الاهتمام بالدراسات في المجال النفسي والمجال الاجتماعي بما هـو واقع في مجتمعاتنا الإسلامية.

                  لأننا إلى الآن نكتفي بدراسات الغربيين وبما كتبوه عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وننقله بحروف عربية.

                  ويعتقد أن استخلاص نتائج أبحاث الغربيين وتطبيقها على المجتمعات الإسلامية هـو من أكبر الأخطاء التي نرتكبها ذلك أن النظريات الاجتماعية والنفسية الغربية نبتت في مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا.

                  · ويرى: أن مشكلة المسلمين ليست في وجود الإمكانات وإنما في توجيه هـذه الإمكانات وحسن التصرف بها.

                  · كما يرى: أن من يدخل في الصراع الفكري ويوجهه له خطط وله أجهزة تحلل أية فكرة تظهر في أي مجتمع من أجل توجيهها أو تحريفها أو تزييفها لتصبح في خدمته لا في خدمة غيره. [ ص: 86 ] ويقول: إننا إلى يومنا هـذا لم نفكر في وضع أجهزة دقيقة لتحصين أفكارنا ولتحصين ما يحصن الأفكار وهو الناحية الأخلاقية فالأفكار إن لم تجد حصنا أخلاقيا تضيع وتصرف إلى غير ما وضعت له.

                  · ويعتبر الدكتور عمار الطالبي أن الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله في كتابيه (الصراع الفكري في البلاد المستعمرة - وأثر المستشرقين في الفكر الإسلامي الحديث ) يوضح إلى حد بعيد الكيفية التي يخطط بها الاستعمار ومن يعمل لصالحه من أجل القضاء على ما يظهر في البلاد الإسلامية من أفكار من الممكن أن تحول المجتمع الإسلامي إلى طريق الحضارة وتصرفه عن طريق التخلف.

                  · ويرى: أن من أهداف الصراع الفكري: الحيلولة بين الفكر والعمل السياسي حتى يبقى الفكر أشل غير مثمر ويبقى العمل السياسي أعمى غير مبصر يسير بغير هـدى.

                  لأن الذي يهم الاستعمار بالدرجة الأولى هـو فاعلية الفكر في المجال السياسي وبطبيعة الحال فإن للأفكار الإسلامية فاعلية كبيرة في هـذا المجال.

                  ويعتقد: أن من أهداف الصراع الفكري: الحط من المستوى الروحي في المجتمع الذي تدور فيه المعركة ثم تشتت القوى الموحدة في تلك المعركة فهو يحول بين المجتمع والفكرة التي تؤثر فيه لتغيير الأحوال.

                  · ويرى: أن السبيل للخروج من الأزمة إنما يكون هـو باستعادة أصالتنا الفكرية واستقلالنا في ميدان الأفكار للمحافظة على استقلالنا السياسي والاقتصادي. فالمجتمع الذي لا يصنع أفكاره الأساسية لا يمكنه أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولا يمكن لمجتمع يبني نهضة أن يبنيها بالأفكار المستوردة أو المسلطة عليه من الخارج.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية