الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  مغالطات لا بد من تصويبها

                  ويضيف الشيخ السلامي:

                  ويحز في نفسي أن أسمع حتى من بعض القادة الكبار ورؤساء القيادة في العالم الإسلامي من يقول: لا يهمني الفقه، والفقهاء، وقيمتهم، ولا أدري ماذا يبقي لي من الثقافة الإسلامي إذا فرغت من الفقه؟

                  إنهم يقولون الأصول، ولكن ما قيمة الأصول إذا لم تثمر فقها؟

                  هذا أيضا من التشويه الذي يصدر من بعض القادة الإسلاميين الكبار، وهذه مشكلة كبيرة، ولذلك لا بد من تصفية العقول، بمعنى أن ما عندنا في العالم الإسلامي - بكل أسف - هـو المبالغات، والغلو، فكون عالم مسلم نظر في قضية جزئية لا يرى الداعية أنها ذات قيمة، لا ينبغي أن تقع بسبب ذلك المعركة ويكون التجني على الفقه الإسلامي، ومن هـو هـذا الشخص الذي أعطي فصاحة وطلاقة في اللسان أو قدرة على التأثير، حتى يتعرض للقيمة الفقهية التي هـي من أكبر ثروات الفكر العالمي.

                  فقضية الفقه أؤكد عليها، ويجب ألا يقع التهاون بها ولا توهين أمرها، ونحن اليوم في حاجة إلى تقويم الداعية وتقويم المسلمين فساحة العمل الإسلامي قضية متشابكة شأنها شأن القضايا الاجتماعية.

                  وبعد: فقد يكون المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحكم الخلق والأدب الإسلامي في الحوار وتبادل وجهات النظر، وأن نتعاون جميعا فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا حوله.

                  " صفر الخير 1406 هـ تشرين الأول (أكتوبر) 1985م " . [ ص: 138 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية