الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  مصطلح اليسار الإسلامي طرحتم فكرة اليسار الإسلامي من قبل، ما هـي الأسباب التي دعت لهذا الطرح؟ خاصة أن هـذه الفكرة قد ظهرت في وقت كان يسبق عليه [ ص: 115 ] مباشرة مرحلة التعميم في الشعارات، ثم جاءت مرحلة الانتقاء من الإسلام بما يناسب ويمكن للمبادئ الأخرى، خاصة الاشتراكية ؛ وقد أثيرت حول الفكرة أقول وآراء، ترى هـل لا تزالون ترون طرح فكرة اليسار الإسلامي؟

                  اليسار الإسلامي، أو اليسار عموما، ليس وقفا على الفكر الماركسي كما قد يظن، اليسار في كل فكر يمكن أن يوجد فيه يسار ويمين ووسط، واليسار أصلا نشأ في مناخ " ليبرالي " ، وفي البرلمانات الغربية كانت المعارضة تجلس إلى اليسار، وإنما يراد باليسار قوم يريدون أن يصلوا إلى التغيير بطريقة تخالف الطريقة التي يصل بها اليمين إلى التغيير، وإن اشتركوا في طلب التغيير أو تحقيق التغيير، والوسط بينهما، وهناك يمين الوسط، ويسار الوسط، ويمين اليسار، ويسار اليمين، وهي كلها تقسيمات تحاول أن تقسم الساحة " الأيديولوجية " وفقا لاستراتيجيتها، ووفقا لمفاهيمها، ووفقا لخططها في العمل، لتيسير فهم كل منها وطابعه، فهو اصطلاح كبقية الاصطلاحات يراد به تيسير الفهم، ويراد به تحقيق النفع. وكل اصطلاح يفشل في تحقيق غرضه يسقط من الساحة، فالاصطلاحات عناوين لأشياء وأشكال تعبر عن مفاهيم، وليست هـي في حد ذاتها غاية، فإن فشلت في تحقيق المطلوب ولم تيسر بل عسرت وعقدت، واحتاج الاصطلاح إلى شروح طويلة، وإلى عروض كثيرة، فإنه يفقد ميزته في التيسير، وفي التفهيم، وفي الإيضاح، وفي البلورة.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية