الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المقدمة الواقع الثقافي لأي أمة، لا يكون وليد الحاضر، كما أنه ليس نتاجا للماضي فقط، وإنما هـو ثمرة تفاعل تاريخي تشترك في صياغته عدة عوامل لكل منها دوره الذي يميزه. وواقع أمتنا الإسلامية؛ وإن كان في كثير من جوانبه دون سوية الشخصية الحضارية التاريخية، إلا أنه يبقى مدينا للزيتونة والقيروان ( تونس ) والقرويين ( فاس ) [ ص: 124 ]

                  والأزهر ( القاهرة ) بشكل خاص، كمؤسسات تعليمية تربوية يعود إليها الفضل في رسم إطاره وأبعاده، وتحديد هـويته ووجهته، وحمايته من الذوبان.

                  وهي وإن أدت دورها المنوط بها - كمساجد ومعاهد للعلم - في التربية والبناء والتحصين، إلا أنها ساهمت كذلك في تكوين النسيج الثقافي لأجيال الأمة، وتهيئة القيادات الفاعلة لأوجه الحياة المختلفة، حيث تخرج فيها القادة والساسة والمفكرون والمجاهدون الذين كانوا وراء الحركات الوطنية، والمقاومة المسلحة للمستعمر الصليبي بصوره وأشكاله المتعددة.

                  وللزيتونة فضل السبق والتأثير؛ فهي قد أسست سنة 114هـ على يد عبيد الله بن الحباب ، بينما أسست القرويين سنة 245هـ، وأسس الأزهر سنة 361هـ. ولم يقف تأثيرها عند الحدود التونسية حيث اكتسبت امتدادها ونفاذها من عالمية الإسلام، ولذلك تجاوزت تونس إلى البلاد الأفريقية بشكل عام، وبلاد المغرب بشكل خاص.

                  وفي حوار مع الشيخ محمد المختار السلامي مفتي تونس، وأحد خريجي الزيتونة؛ جرى حديث حول ماضي وحاضر هـذا الحصن الشامخ، والدور الذي أداه في المحافظة على واقع الثقافة الذاتية، والتأصيل للهوية العربية الإسلامية في تونس والشمال الأفريقي بشكل خاص، كما تطرق الحديث إلى مشكلة الفتوى في العالم الإسلامي اليوم، ومدى إمكانية المدارسة والتنسيق بين المفتين؛ لإصدار فتاوى يجمع عليها المسلمون في القضايا الأساسية.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية