الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  كلمة أخيرة وفي كلمة أخيرة يلخص الدكتور عمار طالبي مشكلات التعليم الجامعي على مستوى العالم الإسلامي ويطرح من خلال ذلك ما يراه حلولا مناسبة، فيقول:

                  تعاني الجامعات الإسلامية كلها نقصا في الأساتذة والباحثين، وتلك مصيبة كبيرة [ ص: 95 ] أن تفقد الأمة الإسلامية بعض خصائصها الأولى. وخسارة أكبر حين نفقد أشياء ضرورية تتعلق بحياتنا الخاصة كمسلمين وهي الدراسات الإسلامية؛ وبالطبع لا يمكننا أن نتوقع أن يأتي غيرنا ليعلمنا ما هـو خاص بنا، ولذلك أرجو أن يهتم المسئولون في الجامعات الإسلامية بالدراسات العليا، وتوفير المراجع والأساتذة المشرفين، وكل الإمكانات المادية والمعنوية اللازمة لإعداد أساتذة علماء ذوي رسالة، يستشعرون واجبهم تجاه أمتهم، ويجتهدون في قضايا العصر عن معرفة، ولا يحصرون أنفسهم في قراءة الكتب، وإنما يتجاوزون ذلك إلى قراءة المجتمع الإسلامي بمختلف مظاهره، فنحن إلى الآن لم نهتم بالدراسات في المجال الاجتماعي والمجال النفسي بما هـو واقع في مجتمعاتنا، وإنما اكتفينا بدراسات الغربيين وبما كتبوه عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونقلناه بحروف عربية.

                  إن استخلاص نتائج أبحاث الغربيين وتطبيقها على المجتمعات الإسلامية لهو من أكبر الأخطاء التي نرتكبها. وإن النظريات الاجتماعية والنفسية الغربية نظريات نبتت في مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا.

                  نحن مطالبون بأن نعرف حقيقة أنفسنا، وأن نرى أنفسنا بمنظارنا لا بمناظير غيرنا؛ ولكن هـذا لا يعني ألا نهتم بمعرفة غيرنا في هـذا العصر الذي تقارب فيه الزمان والمكان. وتلك أساسيات لا بد من أخذها بعين الاعتبار ونحن نقوم بأي عمل على مستوى عالمي وإلا كان عملنا مخطئا لا يؤدي إلى نتيجة.

                  ولذلك فأنا أحرص على توجيه طلابي لأن يدرسوا في مجال الدراسات الاجتماعية والنفسية الوقائع التي نعيشها، والتي تقوم على خصائصنا النفسية والاجتماعية وضميرنا الذي تكون عبر التاريخ.

                  ولست مع من يقول بأن مشكلتنا مشكلة إمكانات، الإمكانات لا تنقصنا، ولكن ينقصنا توجيه هـذه الإمكانات وحسن التصرف فيها. وهو شرط لا بد من الأخذ به لكي نحقق ونوفر للجامعات الإسلامية وسائلها الأساسية وهي الأساتذة الباحثون الذين يمثلون جوهر التعليم الجامعي.

                  " ذو القعدة 1405هـ حزيران (يونيو) 1985م " [ ص: 96 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية