الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  محاصرة الشر والحد من آثاره لقد شهدنا مراحل من تاريخنا الإسلامي السالف قامت الحكومة في بعضها ببعض الصور غير الشرعية، إلا أن الفقهاء حاصروها حتى لا ينشروا هـذا الشر على المجتمع، وخاطبوا المجتمع رأسا ليقوم بوظائف التعليم ووظائف العلاج والتكافل الاجتماعي وعون الضعفاء احتسابا. ولذلك قام المجتمع بأغلب الوظائف التي هـي في مجتمعات أخرى متروكة للدولة.

                  ونحن الآن في السودان ، من خلال قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن خلال البناء على هـذا التقليد الحميد في التاريخ الإسلامي وفي الواقع السوداني، [ ص: 35 ] نريد أن يتكامل الجهد الشعبي والجهد الحكومي. وبالطبع - نظرا لطول غياب الحكومة الإسلامية عن الواقع - تعطلت بعض الوظائف التي لا يمكن أن تؤدي إلا من خلال السلطان لأنها تقتضي دقة في التنظيم لا تناسبها عفوية التنظيم الاجتماعي، كما تقتضي كذلك بسطا لقوة الإسلام المادية بما لا يتاح من خلال العمل الاجتماعي. ولذلك، أحسب أننا في دور الانتقال سنكل إلى الدولة أن تقود المجتمع، وأن تؤدي كثيرا من الوظائف، ولكن تؤديها بوجه يربي الشعب بمقاصدها حتى يمكن - في مرحلة متقدمة إن شاء الله - أن نولد فقها جديدا، يوزع وظائف الحياة توزيعا مختلفا، ويمكن للسلطان أن يتقلص شيئا ما لينتهي عند حدود الضرورة الشرعية ويقوم المجتمع عفوا، من تلقاء دوافع الدين، بعامة أمره.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية