الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شنق ) ( هـ س ) فيه لا شناق ولا شغار الشنق - بالتحريك : ما بين الفريضتين من كل ما تجب فيه الزكاة ، وهو ما زاد على الإبل من الخمس إلى التسع ، وما زاد منها على العشر إلى أربع عشرة : أي لا يؤخذ في الزيادة على الفريضة زكاة إلى أن تبلغ الفريضة الأخرى ، وإنما سمي شنقا لأنه لم يؤخذ منه شيء فأشنق إلى ما يليه مما أخذ منه : أي أضيف وجمع ، فمعنى قوله لا شناق : أي لا يشنق الرجل غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة ، يعني لا تشانقوا فتجمعوا بين متفرق ، وهو مثل قوله : لا خلاط .

                                                          والعرب تقول إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل : قد أشنق : أي وجب عليه شنق ، فلا يزال مشنقا إلى أن تبلغ إبله خمسا وعشرين ففيها ابنة مخاض ، وقد زال عنه اسم الإشناق . ويقال له معقل : أي مؤد للعقال مع ابنة المخاض ، فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين فهو مفرض : أي وجبت في إبله الفريضة . والشناق : المشاركة في الشنق والشنقين ، وهو ما بين الفريضتين . ويقول بعضهم لبعض : شانقني ، أي اخلط مالي ومالك لتخف علينا الزكاة .

                                                          وروي عن أحمد بن حنبل أن الشنق ما دون الفريضة مطلقا ، كما دون الأربعين من الغنم .

                                                          [ ص: 506 ] ( هـ ) وفيه أنه قام من الليل يصلي فحل شناق القربة الشناق : الخيط أو السير الذي تعلق به القربة ، والخيط الذي يشد به فمها . يقال شنق القربة وأشنقها إذا أوكأها ، وإذا علقها .

                                                          * وفي حديث علي إن أشنق لها خرم يقال : شنقت البعير أشنقه شنقا ، وأشنقته إشناقا إذا كففته بزمامه وأنت راكبه ، أي إن بالغ في إشناقها خرم أنفها . ويقال : شنق لها وأشنق لها .

                                                          * ومنه حديث جابر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول طالع ، فأشرع ناقته فشربت وشنق لها .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث طلحة أنه أنشد قصيدة وهو راكب بعيرا ، فما زال شانقا رأسه حتى كتبت له .

                                                          ( س ) ومنه حديث عمر سأله رجل محرم فقال : عنت لي عكرشة فشنقتها بجبوبة أي رميتها حتى كفت عن العدو .

                                                          ( س ) وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهلب :

                                                          وفي الدرع ضخم المنكبين شناق

                                                          الشناق بالفتح : الطويل .

                                                          ( س ) وفي قصة سليمان عليه السلام احشروا الطير إلا الشنقاء هي التي تزق فراخها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية