الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سلف ) ( هـ ) فيه من سلف فليسلف في كيل معلوم إلى أجل معلوم يقال سلفت [ ص: 390 ] وأسلفت تسليفا وإسلافا والاسم السلف ، وهو في المعاملات على وجهين : أحدهما القرض الذي لا منفعة فيه للمقرض غير الأجر والشكر ، وعلى المقترض رده كما أخذه ، والعرب تسمي القرض سلفا . والثاني هو أن يعطي مالا في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف ، وذلك منفعة للمسلف . ويقال له سلم دون الأول .

                                                          ( س ) ومنه الحديث إنه استسلف من أعرابي بكرا أي استقرض .

                                                          ( س ) ومنه الحديث لا يحل سلف وبيع هو مثل أن يقول : بعتك هذا العبد بألف على أن تسلفني ألفا في متاع ، أو على أن تقرضني ألفا ، لأنه إنما يقرضه ليحابيه في الثمن فيدخل في حد الجهالة ، ولأن كل قرض جر منفعة فهو ربا ، ولأن في العقد شرطا ولا يصح .

                                                          * وفي حديث دعاء الميت واجعله لنا سلفا قيل هو من سلف المال ، كأنه قد أسلفه وجعله ثمنا للأجر والثواب الذي يجازى على الصبر عليه . وقيل سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته ، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح .

                                                          * ومنه حديث مذحج نحن عباب سلفها أي معظمها والماضون منها .

                                                          ( س ) وفي حديث الحديبية لأقاتلنهم على أمري حتى تنفرد سالفتي السالفة : صفحة العنق ، وهما سالفتان من جانبيه . وكنى بانفرادها عن الموت لأنها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت . وقيل : أراد حتى يفرق بين رأسي وجسدي .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن عباس أرض الجنة مسلوفة أي ملساء لينة ناعمة . هكذا أخرجه الخطابي والزمخشري عن ابن عباس . وأخرجه أبو عبيد عن عبيد بن عمير الليثي . وأخرجه الأزهري عن محمد بن الحنفية .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عامر بن ربيعة وما لنا زاد إلا السلف من التمر السلف بسكون اللام : الجراب الضخم . والجمع سلوف . ويروى إلا السف من التمر ، وهو الزبيل من الخوص .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية