الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رغم ) فيه أنه عليه السلام قال رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه ، قيل من يا رسول الله ؟ قال : من أدرك أبويه أو أحدهما حيا ولم يدخل الجنة يقال : رغم يرغم ، ورغم يرغم رغما ورغما ورغما ، وأرغم الله أنفه : أي ألصقه بالرغام وهو التراب . هذا هو الأصل ، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كره .

                                                          [ ص: 239 ] ومنه الحديث إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتى يخرج منه الرغم أي يظهر ذله وخضوعه .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث وإن رغم أنف أبي الدرداء أي وإن ذل : وقيل وإن كره .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث معقل بن يسار رغم أنفي لأمر الله أي ذل وانقاد .

                                                          ومنه حديث سجدتي السهو كانتا ترغيما للشيطان .

                                                          ( هـ ) وحديث عائشة في الخضاب وأرغميه أي أهينيه وارمي به في التراب .

                                                          ( هـ ) وفيه بعثت مرغمة المرغمة : الرغم ، أي بعثت هوانا للمشركين وذلا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أسماء إن أمي قدمت علي راغمة مشركة أفأصلها ؟ قال : نعم لما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب قالوا : ترغم : إذا غضب ، وراغمه : إذا غاضبه ، تريد أنها قدمت علي غضبى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري ، أو كارهة مجيئها إلي لولا مسيس الحاجة ، وقيل هاربة من قومها ، من قوله - تعالى - يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة أي مهربا ومتسعا .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث إن السقط ليراغم ربه إن أدخل أبويه النار أي يغاضبه .

                                                          ( س ) وفي حديث الشاة المسمومة فلما أرغم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرغم بشر بن البراء ما في فيه أي ألقى اللقمة من فيه في التراب .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي هريرة صل في مراح الغنم وامسح الرغام عنها كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة ، وقال : إنه ما يسيل من الأنف . والمشهور فيه والمروي بالعين المهملة . ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية